الحرية – مايا حرفوش:
تشهد الأسواق بدمشق انخفاضاً غير مسبوق في أسعار مختلف السلع التموينية، ويشير الكثير من مراقبي الأسواق إلى أن التجار اضطروا لخفض الأسعار بشكل كبير والإعلان عن عروض تشجيعية لتسريع حركة البيع وتقليل الخسائر.
انخفاض ملموس
وفي جولة لمراسلة صحيفة “الحرية” على عدد من أسواق دمشق وجدنا تراجع سعر كيلو العدس بنوعيه الأسود والمجروش إلى 10 آلاف ليرة، بعد أن كان سعر العدس الأحمر يُباع بـ 11 ألف ليرة، بينما وصل سعر العدس الأسود سابقاً إلى ١١٥٠٠ ليرة، كما انخفض سعر البرغل بنوعيه الخشن والناعم، ليسجل 8 آلاف ليرة بعد أن كان يباع ب10 آلاف ليرة، وبلغ سعر الأرز المصري 10 آلاف ليرة، أما أسعار الزيوت فاستقر سعر ليتر زيت القلي عند 16 ألف ليرة، وتراوح سعر زيت الزيتون بين 40 – 50 ألف ليرة، وتراوح سعر كيلو السكر بين 7- 8 آلاف ليرة.
عروض متنوعة
أما البن فقد انخفضت أسعاره وتباينت الأنواع المطروحة في الأسواق وكذلك الأسعار، ويمكن الحديث هنا عن أنواع للاستهلاك الشعبي دون هيل بسعر يتراوح بين عشرين إلى خمس وعشرين ألف ليرة للربع كيلو ومع الهيل بمعدل مئة وعشرين ألف ليرة للكيلو، كما لاحظنا أن بعض المحلات قد طرحت عروضاً بإضافة ظروف للنسكافيه مع كل ربع كيلو وركوة قهوة ستانلس مع كل كيلو غرام بن، وبالمحصلة فإننا نلاحظ أن الباعة قد اقتنعوا أن سعر صرف الليرة السورية لن يشهد تأرجحاً كبيراً بين الارتفاع والانخفاض، فيما كنا نلاحظ أن معظم التجار كانوا يعتبرون أن سعر صرف الليرة يتراوح بين الخمس وعشرين وثلاثين ألف ليرة للدولار، بينما كان سعره “الاسمي” خمسة عشر ألف ليرة في عهد النظام البائد، وكان التجار أيامها يبررون تلك الزيادة إلى أمرين الأول لعدم ثقتهم بالليرة وإمكانية انخفاض مفاجئ في سعر صرفها والثاني بسبب الأتاوات التي كانت تفرض عليهم.
توقعات بالاستقرار
ويتوقع الكثير من الباعة أن تشهد الأسواق مزيداً من الاستقرار الذي سينعكس إيجاباً على البائع والمستهلك، وبالتالي لم نعد نرى من يحاول احتكار أي سلعة مع حرص للبائع أن يسوق كل مالديه من بضاعة أملاً في أسعار أكثر توازناً.
وقد وجدنا أن هناك مبالغة في العرض وفي تزايد عدد البسطات في الشوارع مع حركة بيع خجولة للكثير من السلع أو أن المواطن يشتري حاجاته اليومية بسبب قلة السيولة وانحباس نسبي في صرف المرتبات الشهرية أو على أمل أن يطرأ انخفاض جديد على الأسعار.
فقدان السيولة
نائب رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها ماهر الأزعط أكد في تصريح خاص لصحيفة “الحرية” أن هناك انخفاضاً جيداً بأسعار معظم المواد الغذائية وخاصة المواد الاستهلاكية التموينية الأساسية كالسكر والرز والبيض والمعلبات، وهناك توفر كبير بالمواد الغذائية بالأسواق وعروض كثيرة ومتنوعة، ولكن عدم وجود سيولة بأيدي المواطنين ولاسيما فئة الموظفين يحول دون مقدرتهم على شراء مايحتاجونه من مواد استهلاكية التي هم بحاجتها.
وعن أسعار الملابس أوضح الأزعط أن هناك انخفاضاً بأسعارها لكن هذا الانخفاض ليس كما يجب.
حلول
وأمل الأزعط بأن يتم وضع حلول عاجلة لمسألة تقبيض الموظفين معاشاتهم، فهناك عدد منهم لم يحصلوا عليها إلى غاية اللحظة، والمصارف تتذرع بعدم وجود سيولة إضافة إلى أنه تتم إعادة تقييم لوضع العاملين ضمن مؤسساتهم.
كما أمل الأزعط بأن تقر الجهات المعنية زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، فالرواتب والمعاشات الحالية لا تؤمن المتطلبات المعيشية، كما ينبغي تفعيل التأمين الصحي للموظفين في ظل ارتفاع التكاليف الطبية من معاينات أطباء وأدوية.