الحرية – خليل اقطيني:
أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الحسكة منذ أمس الأول الأحد واستمرت حتى فجر اليوم، إلى انقلاب شاحنة عند جسر قرية قانا جنوب مدينة الحسكة.
وذكر شهود عيان من سكان المنطقة أنّ الشاحنة كانت من الحجم الكبير “قاطرة ومقطورة” محملة بصناديق من المياه المعدنية، واقنصرت الأضرار على الماديات، حيث لم يصب السائق ومرافقه بأي أذى سوى بعض الرضوض والجروح البسيطة التي لا تستوجب دخول مشفى أو مراجعة طبيب.
من جانبه ذكر المكلف بتسيير أمور مديرية الزراعة المهندس عز الدين الحسو أنّ الأمطار الغزيرة ترافقت بالبَرَد المعروف محلياً باسم الحالول في بعض مناطق المحافظة.
مبيناً للحرية أنّ البَرَد كان لطيفاً على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية هذه المرة، ولم يُلحِق بها أي أضرار، رغم تساقطه بكثافة واضحة على بعض القرى. كبلدة المبروكة والقرى المحيطة بها في ريف منطقة رأس العين على بعد 90 كم في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وبلدة مخروم وريفها وقريتي قصيبة ودعيبس في ريف الحسكة الجنوبي الغربي.
وأكد الحسو أنّ مديرية الزراعة لم تتلقَ حتى الآن أيّ معلومات أو تقارير عن وقوع أضرار في البلدات والقرى التي تساقط فيها “الحالول”.
مشدداً على أنّ كميات البَرَد المترافق مع الأمطار التي شهدتها بعض المناطق في ريف محافظة الحسكة، حدثت نتيجة تأثر المنطقة بامتداد منخفض جوي، ترافق مع تيارات جنوبية غربية رطبة نسبياً في طبقات الجو العليا، ما أدى إلى هطل زخات رعدية من المطر والبَرَد، وانخفاض ملموس بدرجات الحرارة بنحو 5 درجات مئوية.
وأشار الحسو إلى أنّ هذه الأمطار المصحوبة بالبَرَد ستكون لها آثار إيجابية من حيث النمو والمردود الإنتاجي في وحدة المساحة على المحاصيل المروية فقط، وذلك لأن المحاصيل المزروعة بعلاً لم يعد ثمة أمل بنموها.
لافتاً إلى أن البَرَد يمكن أن يسبب مشكلات عدة للمحاصيل الزراعية، وهذا يعود إلى نوع المحصول ومرحلة النمو التي بلغها عند حدوث عاصفة البَرَد. وعادة ما تكون الأضرار خفيفة أو معدومة إذا كانت المحاصيل في بداية نموها عند تساقط البَرَد، الذي يمكن أن يشكل في هذه الحالة مخزوناً مائياً داخل جوف الأرض يمدّ النباتات بحاجتها من المياه عند توقف الهطل المطري.
أما إذا تعرضت النباتات لتساقط البَرَد في وقت متأخر من مراحل نموها، فإن الضرر يكون كبيراً حسب الحسو. وذلك لأن النباتات المصابة التي تضررت أوراقها وتمزقت بسبب حبات البَرَد، ستواجه صعوبة في إكمال عملية التمثيل الضوئي، ومن دون هذا المصدر الحيوي للطاقة يتوقف النمو ويتراجع النضج.
يذكر أن 5 مناطق في المحافظة هي عامودا والدرباسية والمبروكة وأم مدفع ورأس العين، شهدت في مثل هذا للوقت من العام قبل الماضي أي في منتصف نيسان 2023 تساقط حبات البَرَد بكثافة شديدة.
أما في موسم 2020 فتضرر 2885 هكتاراً موزعة على 18 قرية في مناطق بئر الحلو الوردية “تل براك” والحسكة وتل تمر، بنسبة ضرر تتراوح بين 60 و 80 %.