الحرّية- هبا علي أحمد:
أثار الباحث الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري، عامر ديب، موضوع رجال الأعمال لما لهم من دور بارز في نهوض الاقتصاد إذا تم منحهم التسهيلات والبيئة اللازمة، ولاسيما راهناً في ظل ما يُعانيه الوضع الاقتصادي من تردٍّ قد يصل إلى الانهيار ساهمت فيه العديد من السياسات الماضية.
تصنيفات
وقال ديب في تصريح لصحيفة “الحرّية”: في سوريا يُصنف رجال الأعمال إلى ثلاثة أقسام؛ قسم كان مع النظام السابق وغادر منذ٢٠١١، والكثير منهم عارضه بالعلن ولكنه بقي يعمل معه بالخفاء وهذا لا يعول عليه في أي استثمار أو إعمار، لأنه لايملك أي رؤية إستراتيجية لنهضة البلد اقتصادياً، بل هوايته الحضور الإعلامي.
ديب: وجود رجال الأعمال في هذه المرحلة أمر ضروري للمساهمة في دعم نهضة الاقتصاد والاستثمار
وتابع ديب: القسم الثالث وهو رجال الأعمال الذين استمروا في أعمالهم وواجهوا التحدّيات والضغوط التي فُرضت عليهم من قبل النظام السابق وهي تحدّيات يعلمها الجميع من حيث السياسات الاقتصادية التي كانت متبعة بحقهم وهم اليوم ذاتهم تطالهم الشائعات وأغلبها غير دقيق لتأليب الرأي العام عليهم بحجة ارتباطهم بالنظام السابق وهذه أمور غير دقيقة من وجهة نظر اقتصادية.
المصلحة المشتركة
ومن المعروف أنّ تحالف رأس المال والسلطة موجود في أغلب دول العالم وهو ضروري على مبدأ المصلحة المشتركة، لذلك حسب الباحث ديب وجود رجال الأعمال في هذه المرحلة أمر ضروري للمساهمة في دعم نهضة الاقتصاد والاستثمار، من هنا يجب على الإدارة الحالية أن تتعاون معهم وتقدم لهم التسهيلات، والتعاطي معهم بمنطق الدولة لا بمنطق الشعبوي، فهؤلاء يمتلكون المرونة التجارية للالتفاف على العقوبات التي نعانيها، وهم الأكثر دراية بالسوق السورية وتطويره ورفد سوق العمل بالآلاف من الفرص وتحقيق التنمية، وأكبر دليل أنهم استمروا في البلاد ولم يغادروها، رغم أنّ شراكاتهم وأعمالهم في الخارج تشكل جدوى اقتصادية أعلى من سورية بعشرة أضعاف، ولكنهم آمنوا بوطنهم وأثبتوا أنّ ارتباطهم بسوريا هو ارتباط وجودي.
ونوّه ديب بأن الاقتصاد لا يبنى بالمنطق الشعبوي، وإنما بمنطق الدولة التي يجب أن تكون على مسافة واحدة من الجميع وتقديم الدعم لهذه الفئة من رجال الأعمال الحقيقين هو الأجدى حالياً للبدء بالحركة الاستثمارية، داعياً إلى تحقيق مصالحة اقتصادية شاملة والالتفات لبناء الوطن.