الحرية- وليد الزعبي:
تشهد بسطات “البالة” التي تعرض ألبسة وأحذية متنوعة، إقبالاً كثيفاً عليها في درعا، حيث وجدت الأسر محدودة الدخل مخرجاً لتأمين احتياجات أفرادها بسعر محمول.
لدى سبر صحيفة “الحرية” للأسعار تبيّن أنها مقبولة جداً، حيث تباع القطعة من قميص أو بنطلون أو بلوزة بين ١٠ و ١٥ ألف ليرة، وهناك جواكيت وبناطيل تعرض من ٢٥ إلى ٤٠ ألفاً، والأحذية على اختلافها تباع أيضاً من ١٠ إلى ٤٠ ألف ليرة حسب نوعها وجودتها، وإن صادف وجود المرء عند فتح البالة لأول مرة فإنه لا شك سيظفر بقطع جيدة ونظيفة، ولا يقتصر الأمر على الألبسة، فهناك مناشف وشراشف ومخدات وغيرها بمقاسات مختلفة وأسعار رخيصة، حتى إن هذه البسطات أسهمت في كسر أسعار محال البالة التي كانت قبل سقوط النظام البائد محدودة العدد وتتحكم بالسوق وتبيع القطع بأضعاف سعر ما هو عليه اليوم.
وفي حين لاقت بسطات البالة هذه ارتياح الأهالي ومكّنت الأسر الفقيرة من تأمين كسوة متكاملة ومتعددة لأفرادها، هناك بالمقابل من يتذمر منها، ولا سيما أصحاب محال الألبسة الجديدة الذين وجدوا ببسطات “البالة” منافساً قوياً وقد حجبت الكثير من الزبائن عنهم وقللت من مبيعاتهم.
وبالعموم لا يمكن لأحد أن يطالب بمنع ألبسة “البالة” الرخيصة عن الفقراء في مثل ظروفنا المعيشية الصعبة. لكن ما يأمله الجميع أن يتم إنهاء عشوائية توضعها على الأرصفة والطرقات وأمام المحال التجارية أو المقرات الإدارية، وإيجاد مكان مناسب ينظم عملها ضمن ساحات تحددها البلديات، وهو ما بدأ يحدث بالفعل في مدينة درعا، إذ لوحظ تحديد عدد من الساحات ليس لنقل بسطات البالة فقط إليها بل وباقي البسطات الأخرى.
أمين سرّ غرفة تجارة وصناعة درعا فراس بجبوج ذكر أن أسواق “البالة” موجودة في كل الدول، وقد زاد دخولها إلى سورية مؤخراً، ولا شك أن لها زبائنها ممن يبحثون السعر الرخيص لضعف قدرتهم الشرائية، وأكد على ضرورة تنظيم أماكن وجودها وتحييد العشوائية الحاصلة، بشكل يحافظ على مصدر رزق العاملين فيها وانتفاع المواطنين بشراء ألبستها، ولا يضر بعمل المحال التجارية التي تعمل ببيع الألبسة الجديدة الجاهزة، لأن أصحابها لديهم تكاليف ليست بقليل من أجور محال وعمالة ورسوم متعددة للمالية والبلدية إلى أثمان كهرباء وماء وغيرها، وينبغي أن تحقق تلك المحال مردوداً يغطي تلك التكاليف مع هامش ربح معقول للتاجر.