بعد وصول أزمة السويداء إلى خواتيمها.. ما أهداف ومسوغات التدخل الإسرائيلي ‏السافر؟!‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سامر اللمع ‏:

بعد ما يقارب الأسبوع من اندلاع الاشتباكات الخطيرة التي شهدتها مدينة السويداء، ‏تسير الأمور نحو التهدئة في ظل المساعي التي قادتها الحكومة السورية لحقن الدماء بدعم عربي وإقليمي ودولي للوصول إلى حل سلمي يحمي المواطنين ‏المدنيين في السويداء ويوفر الدماء على جميع الأطراف.‏

ورغم كل التداعيات الخطيرة للإشاعات التي حاول إعلام الظل المرتبط بفلول النظام ‏البائد، نشرها والتي تدعي زوراً أن الدولة تحارب الأقليات في سوريا، أظهرت ‏الحكومة فيضاً من العقلانية وضبط النفس الشديد في تعاطيها كجهة راعية لجميع ‏السوريين على امتداد الجغرافيا السورية من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى ‏الشرق، وهي في ذلك تشكل الملاذ الآمن لكل المواطنين السوريين، وهي دائماً تغلّب ‏لغة الحوار والحكمة في الحلول، ولكن إن اضطرت لاستخدام الحسم، فسيكون هذا ‏الخيار موجوداً.‏

ولهذا الهدف، تعمل الدولة على نشر قوات الجيش والأمن في السويداء، ربطاً بعودة ‏الحياة الطبيعية للسكان في جميع مناطقها، ولحماية المدنيين وطمأنتهم، كي تسير ‏المحافظة بما يليق بها من مسار وطني في ظل دولة سورية واحدة.‏

– التدخل الإسرائيلي.. أهدافه وأبعاده

على الرغم مما شهدناه في خضم الأحداث في مدينة السويداء وخاصة تدخل ‌‏”إسرائيل” السافر وقصفها لأهداف ومواقع عسكرية ومدنية سورية، إلا أنه من الخطأ ‏أن نعمم أن أهالي السويداء جميعاً هم عملاء للكيان الإسرائيلي، ويجب الفصل ما بين ‏الأكثرية الرافضة لهذا التدخل وما بين الأصوات التي دعت إليه، فشرفاء السويداء ‏أعلنوا صراحة في أكثر من مناسبة رفضهم للتدخل الإسرائيلي وبأنهم ليسوا حلفاء ‌‏”لإسرائيل”، مؤكدين أن بوصلتهم دمشق وهم يتوقون لبناء بلدهم سوريا مع جميع ‏المكونات السورية.‏

ولا يخفى على أحد، أن التدخل الإسرائيلي في أحداث السويداء زاد من تعقيد الحلول ‏وأخّر إنجاز اتفاق التهدئة في المدينة، وبالتالي فإن الكثير من الأمور في هذا ‏الإطار ما تزال بحاجة إلى نوع من تحديد المسار والإيضاح خاصة في ظل المجاهرة ‏الإسرائيلية بأن تدخلها في أحداث السويداء لم يكن فقط من أجل دعم الجماعات التي ‏طالبت بتدخلها بل أن هناك ما وراء الأكمة، حيث أعلن العديد من مسؤولي الكيان أن ‏التدخل الإسرائيلي جاء من أجل ما سموه “احتياجات أمنية إسرائيلية”.‏

وفي هذا السياق وضع رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي مسوغات التدخل في أحداث ‏السويداء، وهي بحسبه: “حماية البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود مع ‏سوريا، ومنع حالة الفوضى على الحدود، ومنع تكرار أي تجربة شبيهة بتجربة ‏الجنوب اللبناني داخل الأراضي السورية”.  ‏

وفي سبيل تحقيق أهدافها المعلنة والخفية في سوريا، يرى مراقبون أن “إسرائيل” ‏ستحرص على مسألتين: الأولى، الادعاء بأن هناك هاجس أمني على حدودها وهذا ‏سيسمح لها بالتدخل متى تشاء, والثانية، تقديم نفسها لبعض ضعفاء النفوس على أنها ‌‏”السند والداعم لهم عند الحاجة وبإمكانهم دوماً الاعتماد عليها للتدخل في أي حدث ‏مشابه”.‏

ولهذا فإن الكيان الإسرائيلي يسعى دوماً لطرح نفسه “كشرطي للمنطقة” حيث لا يتعلق ‏الأمر بالمنطقة الجنوبية فقط أو بمكون سوري بعينه بل يتعداه إلى حلم يسعى ‏لتحقيقه بتفكيك الدولة السورية إلى دويلات ضعيفة يمكن أن تلجأ في أي وقت لحماية ‏نفسها بطلب التدخل الخارجي.

إلا أن ما يبعث الطمأنينة في نفس الشعب السوري، هو أن القيادة تعي جيداً المخططات ‏الإسرائيلية الخبيثة، وهو ما أشار إليه الرئيس أحمد الشرع في خطابه يوم أمس بقوله: ‏إن الكيان الإسرائيلي يسعى منذ سقوط النظام البائد لتحويل سورية إلى أرض نزاع ‏ويعمل على تفكيك شعبها.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار