الحرية- هناء غانم:
وصف الخبير في كلية الإعلام الدكتور أحمد الشعراوي اتفاقية تفاهم مدينة بوابة دمشق للإنتاج الإعلامي بأنها دليل على تعافي سوريا وبداية لمرحلة استراتيجية مهمة تعكس الوجه التنموي لمستقبل سوريا بعد سنوات طويلة من الحرب مشيراً إلى أنها تشكل رافعة اقتصادية مهمة، علماً أن مردودها الرمزي أهم من المردود الاقتصادي.
واعتبر الشعراوي في تصريح لصحيفتنا “الحرية” أن بوابة دمشق عبارة عن فاصل زمني في مجال الإعلام بالدرجة الأولى قبل الإنتاج الفني، كما صرح وزير الإعلام بأنه ممكن أن يكون هناك 25 عملاً فنياً سنوياً، لكن الإعلام هو عمل لحظة بلحظة كل دقيقه وكل ساعة وكل يوم إضافة إلى العمل الغني والسياحي.. والشق الأهم هو تأمين البنية التحتية لكل وسائل الإعلام من استديوهات ومستلزمات إنتاج كاملة لتكون هذه المدينة هي مدينة إنتاج إعلامي بامتياز، لافتاً إلى أن وجود «بوابة دمشق»، يعطي فرصة كبيرة لتعزيز رسالة المجموعة الإعلامية، والمشاركة في مواكبة التطورات المتتالية على قطاع الإعلام والثقافة والتقنية، مضيفاً: وجود هذا المشروع سيساهم في تطوير البيئة الإعلامية على الصعد كافة.
وأعرب الخبير في مجال الإعلام قائلاً أن بوابة دمشق نقطه فاصلة ومهمة وهي مشروع رابح جداً اقتصادياً ومهنياً خصوصاً أنه سيكون هناك تسهيلات للقطاعات الثلاثة: الإعلامي والإنتاجي والسينمائي والدرامي بالإضافة إلى القطاع السياحي لأن هذه المدينة ستكون أيضاً معلماً سياحياً للزوار القادمين من الخارج.
وبخصوص الجانب الإعلامي قال الشعراوي: إن معظم وسائل الإعلام بدأت تخطط لنقل مقر عملها إلى هذه المدينة الإعلامية، نظراً لوجود العديد من التسهيلات التي ستقدم لأنه أولاً وأخيراً الإعلام هو قطاع استثماري وعندما يتم تأمين التسهيلات لجهة البنية التحتية الأفضل والمساحات الأوسع بالتالي سيكون هناك استقطاب لكافة وسائل الإعلام..
كما أشار إلى فرص العمل الكبيرة التي تم ذكرها خلال الاتفاقية.
وأفاد الشعراوي إلى أن الانغلاق الذي كنا نعيشه سابقاً سوف يتحول إلى انفتاح من الجانب الإعلامي والسينمائي والدرامي والسياحي وبالتالي ستنعكس هذه الحركة بشكل مباشر على الجميع، والنقطة الإيجابية هي أن سوريا لديها خبرات جيدة في الإعلام لا يستهان بها وأيضاً على المستوى العربي وستجد مكانها هنا في سوريا ضمن “بوابة دمشق” وبناء عليه سوف نجد أن جميع وسائل الإعلام، عربية وعالمية، سيكون لها مكان في سوريا، كما سيكون هناك تدريب وتأهيل للإعلاميين وللطلاب في كلية الإعلام ما يؤمن فرص عمل متاحة للجميع، لافتاً إلى أن جيل الشباب اليوم مؤهل وبشكل جيد نتيجة الضغط وسنوات الحرب والتي تحولت إلى طاقة إيجابية ونحن متفائلون بالكوادر الشابة التي تتقن اللغات والمهارات في التصوير والإنتاج والإلقاء والظهور على الشاشة .
فهذا الشعب الذي يصنع من لا شيء كل شيء هو قادر على الإبداع والعطاء والإنتاج لذلك نجد أن افتتاح هذه البوابة هو بقعة ضوء مهمة جداً ستوجه الأنظار إلى سوريا في المرحلة القادمة ومن المعروف أن مدينة الإنتاج الإعلامي ليست في بقعة منعزلة، وبالتالي سوف تؤثر وتتأثر وستكون لها انعكاسات على الاقتصاد بشكل عام، مؤكداً أن نجاح هذا المشروع مهم جداً لأنه سيكون مؤشراً مهماً للمستثمرين في الوطن العربي والعالم للاستثمار في سوريا.
د. الرمحين لـ”الحرية”: بوابة دمشق فرصة كبيرة للإعلام السوري
نحتاج لصناعة إعلام حقيقي مؤثر بعيد عن المحسوبيات
بدوره الدكتور في كلية الإعلام عطا الله الرمحين أكد في تصريح لـ”الحرية” أن توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام وشركة المها الدولية، لإنشاء مدينة “بوابة دمشق” للإنتاج الإعلامي والفني في سوريا، أمر مهم جداً على كافة الأصعدة والاتفاقية سوف تحقق فائدة كبيرة للإعلام السوري وليس تحسين رواتب وأجور الإعلاميين وتأمين فرص عمل فقط، فالمهم أن يلتزم الإعلامي بمبدأ الكلمة الحرة وأن لا يكون سلعة تباع وتشترى، كما كان أيام النظام البائد، لافتاً إلى أن المعايير اليوم اختلفت، ويجب أولاً إعطاء فرصة للإعلاميين الحقيقيين لممارسة دورهم كما يجب بعيداً عن المحاسبة والتخويف، لاسيما أن الإعلام السوري في هذه المرحلة يحتاج إلى عمق معرفي وفكري وآفاق مستقبلية لتطوير الوعي ونحن بحاجة لنشر قيم إنسانية تتوافق مع حقوق الإنسان .
لكن النقطة الأهم حسب رأي د.الرمحين أن الجهة الدولية التي وقعت معها وزارة الإعلام الاتفاقية يجب أن يكون من أهم أهدافها الإعلام الحر وتقديم أفكار جديدة لتطوير المجتمع السوري عن طريق جملة من الأفكار يطرحها الإعلام باعتباره البوابة الأهم وصلة الوصل بين الشعب والحكومة مؤكداً أن ردم الفجوة بين الإعلام والشارع والحكومة بات أمراً محتوماً لاسيما أن سوريا عانت ولا تزال تعاني من عدم وجود إعلام حر بكل معنى الكلمة وهذا بالتأكيد يتطلب أدوات ومعدات وتجهيزات متطورة نستطيع من خلالها صناعة إعلام حقيقي مؤثر.
وأفاد د. الرمحين أن الإعلام السوري يحتاج إلى حرية الكلمة والرأي ويحتاج إلى تقنيات حديثة تتناسب مع تقنيات العصر والدول المتطورة، والأهم أن الإعلامي السوري يحتاج إلى حماية لجهة إبداء رأيه بحرية ومن دون خوف أو محاسبة مذكراً بأنه منذ أكثر من خمسين عاماً لا يوجد إعلام حر بالمعنى الحرفي وما كان هو علاقات عامة تخدم النظام البائد وتوجهه وفق مسار، يخدم مصالحها ومصالح بعض الأشخاص، لذلك نجد أن الإعلام السوري كان فاشلاً ونحن بحاجة ماسة لأخذ منحى حقيقي للإعلام يعبر عن حرية الفرد والوعي والسلطات والأحزاب والتظاهرات والاحتجاجات وغيرها من الأمور التي يجب أن يكون الإعلام مرافقاً لها، خطوة بخطوة.
وخلص بالقول: علينا أن نتفاءل بأنه حان الوقت لأن يكون الإعلام السوري هو صوت الحق بعيداً عن المحسوبيات والتلميعات.