الحرية- دينا عبد
لا ضرورة للعودة إلى التوقيت الشتوي، هذا ما بينه رئيس الجمعية الفلكية السورية د. محمد العصيري، منوهاً بأن تثبيت التوقيت الصيفي هو القرار الأسلم علمياً وعملياً في هذه المرحلة وذلك لعدة أسباب أهمها أن التوقيت الصيفي أقرب إلى توزيع ضوء الشمس على ساعات النشاط البشري، بمعنى أنه يجعل الإنسان يستفيد من الإضاءة الطبيعية إلى أقصى حد ممكن، خصوصاً في المساء حيث تتركز معظم الحركة الاقتصادية والاجتماعية للناس.
د. العصيري: يمكن لمؤسسات الدولة أن تعيد توزيع أوقات الدوام أو الدروس حسب المناطق والفصول
وتالياً التبديل بين التوقيتين كل ستة أشهر يوجد اضطراباً بيولوجياً مثبتاً علمياً في أنماط النوم، ويؤثر على الأطفال وكبار السن وذوي المهن الحساسة.
يقلل الفاقد الكهربائي
ومن ناحية الطاقة بين العصيري في تصريح لـ”الحرية” أن استقرار التوقيت يقلل الفاقد الكهربائي الناجم عن تغيرات الطلب المفاجئة، ويسهّل إدارة الأحمال الوطنية، بمعنى آخر، الثبات في التوقيت هو ثبات في الإيقاع الوطني للحياة.
طريقة تنظيم الحياة .
لافتاً إلى أن التوقيت بحد ذاته ليس المشكلة، بل طريقة تنظيم الحياة حوله، لذلك يمكن التخفيف من أي آثار شتوية عبر حلول بسيطة وفعالة، مثل: تعديل مواعيد المدارس والدوام نصف ساعة فقط في المناطق الباردة أو المرتفعة، بما يتناسب مع شروق الشمس.
مع تحسين الإضاءة العامة والمواصلات في الصباح الباكر لتأمين راحة الناس وسلامتهم. توعية المواطنين بأن الفجر المتأخر شتاءً ظاهرة طبيعية في خطوط العرض السورية، ولا علاقة لها بالتوقيت بحد ذاته. بهذه الإجراءات البسيطة، نحافظ على ثبات الساعة واستقرار الروتين دون العودة إلى نظام متبدّل يُربك المؤسسات والأفراد كل عام.
منوهاً بأن سوريا تقع في نطاقٍ جغرافي يجعل النهار صيفاً طويلاً والشتاء معتدلاً نسبياً، أي أننا لسنا بحاجة إلى تبديل موسمي حاد كما في الدول القطبية أو الأوروبية، فالتوقيت الصيفي الدائم ينسجم تماماً مع إيقاع الحياة الحديثة في بلدٍ يعتمد على النشاط الاقتصادي والاجتماعي المسائي، ومع طبيعة مناخنا الذي يسمح باستثمار ضوء الشمس حتى ساعات متأخرة.
وهو توقيت يناسب المدن الكبيرة التي تتحرك بعد الظهر، ويساهم في تنشيط الأسواق، وتخفيف الذروة الصباحية، وتقليل الضغط الكهربائي في المساء.
التوقيت رمز انتظام وطني وليس عنصراً متبدلاً كل عام
بمعنى آخر، وفقاً للعصيري، هذا التوقيت يتماشى مع نمط حياة السوريين الحالي أكثر من النمط القديم الذي كان زراعياً صباحياً، و القرار الأمثل هو الذي ينظر إلى المنظومة الزمنية والطاقية كوحدة واحدة.
ولفت العصيري إلى أن تثبيت التوقيت الصيفي يمنح الحكومة وضوحاً في إدارة الطاقة على مدار العام، ويقلل الهدر الناتج عن تغيّر أنماط الاستهلاك مرتين سنوياً.
أما من جهة الناس، فالمطلوب هو مرونة في جداول العمل والتعليم، وليس في الساعة الوطنية، فيمكن لمؤسسات الدولة أن تعيد توزيع أوقات الدوام أو الدروس حسب المناطق والفصول، دون المساس بالساعة الرسمية التي تربطنا جميعاً بإيقاعٍ واحد مستقر.
فالتوقيت يجب أن يكون رمز انتظام وطني، لا عنصراً متبدلاً كل عام.