تثقل البيئة

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- وليد الزعبي:

يكثر انتشار مكبات النفايات العشوائية بالقرب من الأحياء السكنية وبجوار المحاصيل الزراعية ومصادر المياه، ما يترك أثراً ضاراً بالصحة العامة والبيئة.
إن هذه المكبات التي يقدر عددها بأكثر من ستين مكباً على مستوى محافظة درعا تستقبل يومياً ما يزيد على ثلاثمئة طن من النفايات، وهي تلقى بشكل عشوائي يثير مخاوف السكان لاحتمال تسببها بمضار على صحتهم، حيث يتم في معظم الأحيان إشعال النيران بجنباتها والتي تستمر في بعضها على مدار الساعة، وانبعاث أدخنة ملوثة سامة تنغص حياه الناس.
كما تنتشر بسببها قطعان الكلاب الشادرة ليلاً بين الأحياء السكنية، مهددة المارة، إذ يمكن أن تنقض عليهم في أي لحظة، والخطورة الأكبر تبدو في حال كانت مسعورة، وكذلك تنطلق من تلك المكبات القوارض والحشرات التي تسبب أمراضاً غير محمودة، وعلاجها هي وعضات الكلاب يلقي عبئاً ليس بقليل على المرضى والقطاع الصحي.
ولا ينقطع تداول معاناة الفلاحين من وجود بعض المكبات بملاصقة حقولهم، وما تخلفه من تلوث بالتربة والمحاصيل الزراعية، أضف لذلك إلى أن القوارض المتكاثرة بسببها تحوب الحقول بكثافة وتخرب المحاصيل وتقلل إنتاجيتها.
خيراً تفعل مديرية الخدمات الفنية عندما تستجيب بين الحين والأخر لمطالب الأهالي، وتعمل على ترحيل النفايات من المكبات القريبة من سكنهم ومزارعهم، حيث إن الوحدات الإدارية لا تقوى على ذلك لضعف إمكاناتها وعدم توفر الآليات اللازمة للترحيل، لكن هذا الإجراء أو الحل مؤقت ولا ينهي المشكلة جذرياً، لأن النفايات ستعود لتتراكم من جديد بعد فترة قصيرة.
للعلم، إن مركزي معالجة النفايات الصلبة في كل من منطقة البحار بدرعا البلد ومنطقة الفقيع الذين كانا من المفترض أن يستقبلا نفايات المحافظة وفرزها وتخميرها وإنتاج السماد منها بالتوازي مع معالجة المخلفات الطبية، هما خارج الخدمة ومتضرران بشكل كبير، على أمل أن يتم في المستقبل القريب رصد الاعتمادات اللازمة لإعادة تأهيلهما وإدخالهما حيز الخدمة لحل مشكلة مكبات النفايات العشوائية جذرياً.
ولحين ذلك، يؤمل اعتماد مطامر نظامية للنفايات بعيداً عن السكن والأراضي الزراعية ومصادر المياه، لتحييد الضرر عنها قدر الإمكان، والإسهام ببقاء البيئة المحيطة بالإنسان وبموارد مياهه وغذائه سليمة.

Leave a Comment
آخر الأخبار