تداعيات خطرة للتغير المناخي تطول المزروعات والأمن الغذائي

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:
يشكل التغير المناخي أحد أبرز تحديات العصر، لما له من آثار سلبية على كل القطاعات التنموية المختلفة، أبرزها ندرة المياه والجفاف وتغيرات خطيرة في مستوى سطح البحر وحياة النبات وعمليات الانقراض الجماعي، كما يؤثر على المجتمعات البشرية.
ويحدث التغير المناخي بالمجمل بسبب رفع النشاط البشري لنسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة، كما يساهم تغيّر المناخ بشكل مباشر في حدوث حالات الطوارئ الإنسانية الناجمة عن موجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف الاستوائية والأعاصير.
وتشير الأبحاث الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن 3.6 مليارات شخص يعيشون بالفعل في مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ، حيث توقعت الأبحاث أنه خلال الفترة الممتدة من عام 2030 إلى عام 2050، أن يسبّب تغير المناخ نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام بسبب نقص التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
وحسب الخبير الزراعي المهندس موفق زكريا، فإن تأثير التغير المناخي على المحاصيل الزراعية كبير، حيث يمكن أن يؤثر على زيادة أو خفض كمية المحاصيل المزروعة، حسب النوع المزروع وما يتطلبه من ظروف مناسبة لنموه بشكلٍ سليم، حيث تعمل درجات الحرارة الشديدة وزيادة هطول الأمطار على منع نمو المحاصيل بالشكل الأمثل، ما يتسبب في حدوث خسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي.
فمثلاً تساهم كل من الفيضانات أو موجات البرد والصقيع في حدوث أضرار كبيرة وخسائر جسيمة في قطاع الزراعة (أصول الإنتاج مثل الأشجار والبيوت المحمية على سبيل المثل وفي الإنتاج الزراعي المنتظر)، كما تعمل التغيرات المناخية على نمو الحشائش والنباتات الغازية وانتشار الأوبئة والآفات، ما سيؤدي إلى التأثير السلبي على نمو المحاصيل وكمية الإنتاج الزراعي، كما ويتسبب في نفوق الكثير من رؤوس الثروة الحيوانية أو بيع المربين للقطيع الذي يملكونه ليذهب إلى الذبح لعجزهم عن تأمين الأعلاف لتغذيته، وأضاف زكريا لصحيفة الحرية :إن التغير المناخي يساهم في إحداث اختلالات في الأمن الغذائي العالمي، حيث يمكن أن يؤدي شح الطعام والمياه وسلامة النظم البيئية إلى تحديات خطيرة، قد يتعرض لها الجميع بهدف الحصول على هذه الموارد والتي تعد أساس الحياة، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في مختلف المجتمعات وتأجيج النزاعات العرقية والصراعات المختلفة، حيث تعتبر سوريا من المناطق الجافة وشبه الجافة، و تعاني من شح في موارد المياه نسبة إلى عدد السكان، وقد شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية الكثير من الحوادث والكوارث الطبيعية التي نشأت عن تغير المناخ وتأثيره على المنطقة ككل.

Leave a Comment
آخر الأخبار