تراجع إنتاج العسل بفعل الجفاف وقلة المراعي.. واعتماد التغذية غير الطبيعية يؤثر في الجودة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – وليد الزعبي:
تأثرت تربية النحل في محافظة درعا سلباً وتراجع إنتاج العسل، على خلفية قلة المراعي الزهرية بسبب انحباس الأمطار في الموسم الماضي، وترتب على المربين تكاليف إضافية لقاء اضطرارهم لتغذية النحل من مادة السكر، يضاف لذلك أن بعض الأمراض في السنوات الأخيرة أدت إلى خسارة نحل العديد من الخلايا، وترتيب مزيد من الأعباء على المربين لقاء إعادة ترميمها وإدخالها حيز الإنتاج من جديد، أما الأسعار للأصناف الجيدة فهي حوالي ١٥٠ ألف ليرة للكيلو، فيما للأصناف الأقل جودة المغذاة من السكر وليس من المراعي الطبيعية أقل من ذلك، علماً أن الشكوك تدور دائماً حول مدى وثوقية مادة العسل لاحتمال قيام البعض بغشها.

مربون: مرض (نوريما سيرانا) أدى لفقدان جزء من النحل وأعباء ليست بقليلة للترميم

التوسع يواجه بالجفاف

وبيّن عدد من المربين في منطقتي حوض اليرموك ونوى الأكثر شهرة بتربية النحل، أن الكثير منهم عمل على التوسع في التربية خلال السنوات الفائتة كما دخل عدد آخر حيز التربية، لكن ظروف الجفاف التي سادت مؤخراً كان لها تأثير كبير، حيث تراجعت المراعي ولم يعد متاحاً أمامهم التنقل بالخلايا إلى حيث توجد مواسم محاصيل زهرية معينة تتيح لهم تغذية النحل طبيعياً وتمكن من تحقيق الإنتاجية المعقولة والريع المأمول.
وأشاروا إلى أن زوال الأشجار التي كانت ضمن الغابة الطبيعية على شفا وادي اليرموك، أو ضمن المواقع الحراجية الاصطناعية بفعل التحطيب الذي ساد في السنوات الفائتة، كان له أثره السلبي الكبير على حذف أماكن مهمة من لائحة المراعي التي كانوا يعتمد عليها للإسهام بتغذية النحل.

الأمراض عبء إضافي

ولفت المربون إلى أن مرض (نوريما سيرانا) الذي انتشر في السنوات الأخيرة أدى إلى فقدان أعداد كبيرة من النحل، وبالتالي تحييد جزء ليس بقليل من خلاياهم من حيز الإنتاج، ورتب عليهم أعباء مادية إضافية لقاء المكافحة وإعادة ترميم نحل تلك الخلايا لإدخالها مجدداً في طور الإنتاج.

منتجات متنوعة وأسعار متفاوتة

وذكر متابعون لواقع تربية النحل أن أهم منتجات النحل تتمثل بالعسل والعكبر والشمع وسم العسل، وبالنسبة لسم العسل يقوم بعض المربين بإنتاجه وبيعه للمراكز العلاجية المتخصصة، كما ينتجون طرود نحل وبيعها لمربين آخرين، ولجهة الأسعار فإن المبيع جملة ما بين ١٠٠ ألف ليرة إلى ١٢٥ ألف ليرة للكيلو الواحد، وبالمفرق نحو ١٥٠ ألف ليرة أو أكثر قليلاً، وذلك للأنواع الجيدة أو الموثوقة طبعاً، إذ إن هناك من يشكك أحياناً بجودة العسل واحتمال غشه من بعض المربين أو المسوقين، علماً أن الغش لا يمكن إثباته إلا بالتحليل المخبري، وبشكل عام فإن العسل المنتج من نحل تمت تغذيته بالسكر يكون سعره أقل من العسل المنتج من نحل يتغذى من الأزهار الحريقية ضمن المراعي الطبيعية.

مدير زراعة درعا: ٤٥ ألف خلية أنتجت العام الماضي ١٢٥ طن عسل

الأرقام تتحدث

مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي أوضح لـ”الحرية” أن إجمالي عدد خلايا النحل في محافظة درعا مع بداية العام الجاري بلغ ٤٥٣٢٣ خلية، ويعمل بالمهنة ١٥١٠ مربين، فيما وصلت كمية الإنتاج في العام الماضي إلى حوالي ١٢٥ طن عسل، علماً أن الإنتاج انخفض كثيراً نتيجة انحباس الأمطار في الموسم الماضي وتراجع المراعي، لافتاً إلى أن منطقة حوض اليرموك وخاصة منها بلدتا جملة ومعرية وكذلك منطقة نوى، يجيد العديد من أهلهما تربية النحل ويعملون بها، حيث تراكمت لديهم خبرات على مدى عقود حول كيفية الرعاية من تغذية ومكافحة وماهية المراعي التي ينبغي الانتقال إليها سواء في محافظة درعا أو غيرها من المحافظات الأخرى.

التشخيص والعلاج

وأضاف مدير الزراعة: في حال وجود أمراض طارئة لا تدخر الكوادر الفنية في مديرية الزراعة أي جهد في سبيل اطلاع الواقع ميدانياً وإجراء الكشف وتشخيص الحالات المرضية وتقديم التوصيات للمربين بشأن طرق العلاج.

Leave a Comment
آخر الأخبار