تراجع زراعة القمح في اللاذقية بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج و الانحباس المطري

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة اسماعيل :

تراجعت المساحة المزروعة بالقمح خلال الموسم الحالي عن الموسم الماضي، كما أفاد بعض المزارعين لصحيفة الحرية، مرجعين سبب ذلك لعدة عوامل، أهمها الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات الإنتاج (البذار -الحراثة- الأسمدة).

فيما أضاف مزارعون آخرون: بدأ توزيع الأسمدة الخاصة بالقمح شهر تشرين الثاني من العام الماضي، بمعدل 50 % من جدول الاحتياج المعمول به لدى المصرف، وإلى الآن ننتظر توزيع الدفعة الثانية، حيث وصلت أسعار المادة إلى 9.2 ملايين ليرة لطن اليوريا 46% ، و 6.9 ملايين لطن السوبر فوسفات 44%، وسعر سماد السوبر فوسفات المنتج لدى الشركة المستثمرة لشركة الأسمدة إلى 11.3 مليوناً للطن الواحد.

وبيّن آخرون أنّ الكثيرين منهم لم يتمكن من شراء الأسمدة اللازمة، لعدم توفر القدرة الشرائية لدى المزارع، لكون أسعار شراء القمح العام الماضي لم تكن مجزية ولم تحقق هامش ربح مقبولاً، مؤكدين أن الانحباس المطري خلال الفترة الماضية أثر على نمو المحصول وفي نسبة تنفيذ زراعته، وعدم قدرة بعض المزارعين سقاية أراضيهم المزروعة بالقمح، رغم أن زراعته في المحافظة هي زراعة بعلية على الأغلب.

بدورها بيّنت رئيسة شعبة المحاصيل لمادة القمح في مديرية زراعة اللاذقية المهندسة غنوة شبار لصحيفة الحرية أن المساحة المزروعة للقمح في محافظة اللاذقية لعام 2025 بلغت حتى تاريخه / 2168/هكتاراً من المحصول المخطط /6428/ هكتاراً، موزعة على المناطق الأربع (اللاذقية – جبلة – الحفة – القرداحة )، والمساحة المزروعة بالشعير /154/ هكتاراً من المحصول المخطط/398/ هكتاراً.

ولفتت شبار إلى أنه من ناحية تتبع الحالة العامة للنبات، وصل القمح لمرحلة النمو الخضري واستطالة الساق في المناطق الجبلية والساحلية، وقد ساهمت الهطولات الأخيرة بتحسن واقع المحاصيل، موضحة أن الانحباس المطري أدى إلى تدني نسبة التنفيذ، ومن خلال التواصل مع دوائر المناطق تبين أن القمح والشعير لم يتأثرا بظاهرة الصقيع.

وأضافت: بما أن البلاد على موعد مع حدوث منخفض جوي، ينصح برش الدفعة الثانية من السماد الآزوتي (اليوريا أو سلفات الألومنيوم) التي تزيد من الاشطار وتحسن النمو الخضري،

يراعى رش اليوريا إما تحت المطر أو قبله لتحقيق أكبر فعالية، مؤكدة أن القمح يعدّ من المحاصيل الإستراتيجية، لما له من أهمية في تحقيق الأمن الغذائي، يزرع القمح في المنطقة الساحلية بعلاً حيث يتبع لمنطقة الاستقرار الأولى .

وتابعت: إن أهم أصناف البذور التي تتم زراعتها (أكساد ٦٥- شام ٩- دوما) المعتمدة من الهيئة العامة للبحوث الزراعية، التي توزّع عن طريق المؤسسة العامة لإكثار البذار.

وحسب شبار، المشكلات والصعوبات التي تعترض المزارعين ارتفاع أسعار مسلتزمات الإنتاج (بذار – أسمدة – مبيدات – محروقات ) وارتفاع تكاليف تجهيز الأرض للزراعة ( حراثة – تعزيق )، وصغر مساحة الحيازات الزراعية في المحافظة وخاصة الأراضي السليخ.

وبينت شبار أن المقترحات لمساعدة المزارعين هي تأمين مستلزمات الإنتاج، عن طريق قروض ميسرة بفائدة قليلة، الحرص على تطبيق الخريطة الصنفية بما يخدم إنتاجية عالية ونوعية جيدة، وقدرة تحمل هذه الأصناف الظروف الجوية في المنطقة الساحلية، رفع القيمة التسويقية لمحصولي القمح والشعير، ما يشجع المزارع على الزراعة ويضمن له هاش ربح مقبولاً.

Leave a Comment
آخر الأخبار