الحرية- نورما الشّيباني:
تغيب مهنة تربية دودة القز التراثية عن طرطوس ، وبغيابها تخسر المحافظة أهم صناعة ارتبط اسمها بها عبر التّاريخ ، وذلك بعد اندثار صناعة الحرير الطّبيعي التّراثية، وتراجع تربية دودة القز، وهذا يبدو جليّاً إذا ما دقّقنا بالانخفاض الكبير لعدد المربين حيث بقي عدد قليل منهم، مع وجود مركز لتربية دودة القز في حاموش رسلان بريف الدريكيش يتبع لمديرية الزراعة بطرطوس.
معوقات التربية
وفي لقاء مع عدد من المربين أكدوا لصحيفتنا “الحرية” أن أهم أسباب تراجع تربية الدّودة في المحافظة هو انخفاض سعر مبيع الشّرانق ، وخيوط الحرير المنتجة ، و منافسة الحرير الصناعي له ، و غياب جهة رسمية تهتم بتصريف المنتج من المربين (شرانق – خيوط حرير ) ،وتسويقه في أسواق داخليّة وخارجيّة مع رفع الأسعار بما يوازي الأسعار العالميّة .
وتابع المربون: هناك معاناة من عدم وجود آلة حل شرانق حديثة في مركز حاموش رسلان، وكذلك صعوبة تأمين مستلزمات التّربية الحديثة من صواني وحوامل ومعقمات وأدوات تحكم بالحرارة والرطوبة المناسبين لكل مرحلة عمرية، وهذا ما يدفعهم للتربية على أساليب قديمة .
دعم المربين
وعن مركز حاموش رسلان ودوره في إحياء هذه المهنة التراثية بيّن مدير الزراعة بطرطوس المهندس حسن حماده أن مهمة مركز حاموش رسلان هي تحسين وتفقيس وتربية يرقات دودة الحرير حتى نهاية العمر الثّالث، وتوزيعها على المربين.
كما يقوم المركز سنوياً بإنتاج بيوض دودة الحرير كمخزون للعام القادم في حال لم يتم استيراد سلالات جديدة ، و بسبب تزامن تربية العروة الرّبيعية مع فترة سقوط النّظام لم نقم بهذه التربية، لكن حالياً يتم تحضين بيوض للعروة الصّيفية، وذلك لإنتاج بيض دودة الحرير للعام القادم ضمن المركز حيث ستتم متابعة العملية في العروة الخريفيّة ضمن خطة تحضين البيض، ومتابعة التّربية لإنتاج بيض يعد مخزوناً يرفد ما تم إنتاجه بالعروة الصّيفية الحالية.
توزيع اليرقات مجاناً
وأردف حمادة أنه لم يتم الإستيراد هذا العام بسبب ظروف البلد، ولكن في العام الفائت تم استيراد بيوض دودة الحرير لسلالة هندية هجينة وتم توزيعها على المربين، وتربيتها، وقد بلغ سعر العلبة ٣٠٠ ألف ليرة سورية، وهذا يندرج كنوع من أنواع المساعدة المقدمة من الوزارة للمربين تشجيعاً لهم على التربية .
وأشار حمادة إلى أن المركز يقوم بالإضافة إلى تحضين وتفقيس دودة القز، وتربية يرقاتها لنهاية العمر الثالث، وتوزيعها على المربين مجاناً بمتابعة عملية التربية عند المربين داخل البيوت للوصول إلى أفضل إنتاج، والرد على جميع استفسارات المربين حول التّربية واحتياجاتها ،و القيام بجولات دورية لمتابعة التربية لديهم ، ويكون المركز صلة الوصل بين المربين والمستثمرين، ولفت حمادة إلى أنه لا توجد آلة لحل الشّرانق في المركز لكن هناك آلة في محافظة اللاذقية، كما أن هناك إقبالاً كبيراً على التّربية بشرط وجود سلالات مستوردة، وسوقاً للتصريف بأسعار مناسبة .