الحرية- دينا عبد:
تعد الشائعات ظاهرة سلبية تنعكس آثارها بشكل واضح في حياة الأفراد والمجتمعات ولاسيما خلال فترات الأزمات، كالحروب والنزاعات وحتى الكوارث الطبيعية، فكثيراً ما تقف وراء صناعة الشائعات جهات منظمة قد تكون رسمية أو غير رسمية بغية تحقيق أهداف معينة.
د. سمر علي عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق أوضحت أن الشائعات تختلف عن الأساليب الأخرى في أن الوسيلة التي تحملها وتنقلها، فما أن تصل الشائعة الى بعض أفراد المتجمع المستهدف حتى يقوموا بترويجها إلى كل من يعرفون، ووصل الأمر للبعض ليس للنقل فقط بل الإضافة عليها، وربما اختلاق أجزاء كثيرة من تفاصيلها، ما يجعل من الشائعة أعظم وأقوى وسيلة، ما يساعد على سرعة نقلها وكذلك على زيادة فعاليتها وتأثيرها على الأفراد أو المجتمعات المستهدفة، لأن الفرد قد يسمع هذه الشائعة من صديقه، أو من داخل مجتمعه، حيث تستعمل الشائعات بفاعلية وقت الحروب وكذلك وقت السلم “الحرب الباردة “.
وأكدت د.علي أن الشائعات أكثر ما يكون أثرها في حياة الأفراد ببث الخوف والقلق وفقدان الثقة بالنفس وتدمير السمعة الشخصية عندما تكون الشائعات حول حياة الأفراد وخصوصياتهم، وربما تؤدي إلى تعرضهم للاضطهاد أو الابتزاز أو التهديد بالقتل.
د. علي: تعرقل العمل الجماعي للمؤسسات والتنمية الاجتماعية
أما آثارها السلبية على مستوى المجتمع فهي أيضاً تزعزع الاستقرار الاجتماعي والشعور بالأمان وتسبب الفوضى في العلاقات الاجتماعية وتحرض على الفتن والنزاعات الطائفية أو الدينية أو السياسية بين أفراد المجتمع الواحد أو بين المجتمعات وفي الدول.
كما تسبب إعاقة جهود التنمية والتقدم وتعرقل العمل الجماعي للمؤسسات والتنمية الاجتماعية التي تتطلب مناخاً من الاستقرار والتوازن كي نتمكن من الإعمار والازدهار وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
وتابعت د. علي: حقيقة لا بد من الوعي ثم الوعي لكل أنواع الشائعات التي لا تنتشر فراغ والتيقظ لأهدافها وصنّاعها ومواجهتها بنشر الحقائق وكشف زيف وكذب الشائعات بأساليب موضوعية ومنطقية بناءً على الإثباتات والبراهين الحقيقية.