الحرية- علام العبد:
تواصل عمليات النصب والاحتيال طريقها كالنار بالهشيم في مجتمع بات مدمناً على مواقع التواصل الاجتماعي بمسمياتها المختلفة ينام ويستيقظ عليها..
وفي زحمة هذا الإدمان ويوماً بعد يوم تتطور ظاهرة النصب الالكتروني من خلال انتحال الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي “AI” عبر “المسنجر” المرتبط بالفيس بوك وتطبيق الـ”واتساب”، من خلال مقاطع صوتية بصوت الشخص صاحب الحساب نفسه.
لقد انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الابتزاز والنصب وتشويه الحقائق والمواقف ومن خلال إرسال رسالة صوتية، بصوت الشخص صاحب حساب ” الفيس ” و” الواتساب” لأصدقائه، يطالبهم بتحويل مبالغ مالية، من خلال تزييف الصوت باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي عبر محادثات تسيء لصاحب الحساب وتضعه في مواقف محرجة.
خبير: بعض الحالات يمكن الكشف عنها من خلال البرامج المجانية وهناك حالات يجب معها التوجه لمكتب الجرائم الإلكترونية
استخدام حيلة تزييف الصوت
يوضح الخبير الاستشاري في تكنولوجيا المعلومات محمد خير السوسو أبو جبران، في تصريح لـ “الحرية”، أن تقنية التزييف الصوتي العميق (بالإنكليزية: Audio deepfake)، والتي يشار إليها أيضاً باسم استنساخ الصوت (بالإنكليزية: voice cloning) أو الصوت العميق (بالإنكليزية: deepfake audio)، هي تطبيق للذكاء الاصطناعي مصمّم لتوليد كلام يحاكي أفراداً معينين بشكل مقنع، وغالباً ما يقوم بتوليف عبارات أو جمل لم يتحدثوا بها قط.
وأكد السوسو مخاطر النصب من خلال استخدام حيلة تزييف الصوت بـ”AI”، مؤكداً: “بالفعل انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة التزييف العميق وانتحال الشخصية والهوية الرقمية من خلال برامج الـ AI وهي الأدوات التي أصبحت سهلة، وبمقابل مالي لا يتعدى 10 دولارات.
وعن كيفية مواجهة تلك الظاهرة قال السوسو: “أي شخص تصله رسالة تطالب بأموال أو ما شابه من شخص معين على حسابه يجب أن يتأكد من خلال الاتصال المباشر به، وعدم الاستجابة بشكل مباشر من خلال التطبيقات”.
ووفق السوسو “التزييف” بات أقرب للواقع، ومن الصعب أن يفرق غير المتخصيين بينهما، لذلك كثرت حوادث الابتزاز أو النصب من خلال انتحال صوت أو صورة الشخص الآخر”.
واختتم حديثه بالقول: “في بعض الحالات يمكن الكشف عن تزييف الصوت أو الصورة من خلال بعض البرامج المجانية، لكن هناك حالات يجب معها التوجه لمكتب الجرائم الإلكترونية.”
تحذيرات
فيما حذرت الدكتورة ميسون عبد العظيم الاختصاصية بالمعلوماتية والرقميات من إرسال رسائل صوتية، لأنها قد تتعرض للتزييف باستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض النصب، وقد تتسبب في مشاكل تقنية للهاتف إذا كانت الرسالة تحتوي على نصوص ضخمة أو رموز معقدة يمكن تجنب هذه المشكلات باتباع بعض الإرشادات الأمنية والتأكد من إعدادات الهاتف والتطبيق، مثل التحقق من هوية مرسل الرسالة والروابط والمجموعات، بالإضافة إلى التأكد من تحديث التطبيق وتوفر مساحة تخزين كافية في الهاتف.
وبيّنت عبد العظيم في تصريح لـ”الحرية” أنه قد تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي لتزييف الصوت وإرسال رسائل صوتية تطلب تحويل أموال، مشددة على عدم فتح الروابط ولا النقر عليها أي روابط في الرسائل الصوتية أو النصية المشبوهة.
وطالبت عبد العظيم عدم الانضمام إلى مجموعات “واتساب” أو غيرها إلا إذا كنت تعرف هوية المديرين، والتأكد من أن التطبيق لا يمتلك أذونات غير ضرورية على الهاتف، وخاصة إذا كنت تستخدم ميكروفون التطبيق.
وأشارت إلى ضرورة تحديد من يمكنه إضافتك للمجموعات، وتغيير إعدادات الخصوصية لمنع أي شخص من إضافتك إلى المجموعات دون إذنك، وتجنب إرسال المعلومات الشخصية أو المالية عبر الرسائل الصوتية إلا للأشخاص الموثوق بهم.