تشجيعاً لعودة الأهالي إلى مدينة معرة النعمان.. البدء بإعادة تأهيل المرافق الحيوية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- علاء الدين إسماعيل:
تحولت معرة النعمان من مدينة مفعمة بالحياة وبالتظاهرات العارمة إلى مدينة مدمرة لم يبق فيها سوى جدران لا تزال تحمل شعارات يتيمة رفعها شبان ثوريون يوماً ضد النظام البائد.
انضمت معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي في عام 2011 إلى التظاهرات ضد النظام، وتحولت تدريجياً إلى أحد رموز التظاهر في المحافظة، ومع تحول التظاهرات السلمية إلى العمل المسلح، سيطرت فصائل الثورة على المدينة في عام 2012.
وحتى بعد سيطرة الفصائل عليها، لم تتوقف التظاهرات في المعرة حتى باتت روتيناً أسبوعياً، وقبل كل يوم جمعة، كان ناشطون فيها يتجمعون لتحضير الهتافات وكتابة اللافتات، وفي كل تظاهرة، كانت تعلو لافتات بأسماء قرى الريف المشاركة.
يطغى الدمار اليوم على مناطق واسعة من معرة النعمان ومبانيها، وتبعثرت أسواق كانت تعج يوماً بالزبائن من سوق المجوهرات إلى سوق الغنم وسوق الدجاج وغيرها، وبدت أبنية أخرى مهجورة تماماً ومحال قد أقفلت واجهاتها.
رغم الدمار الهائل الذي تكبّدته مدينة معرة النعمان الواقعة في ريف إدلب الجنوبي والتي شهدت معارك عنيفة، بدأ سكانها يعودون بعد سقوط النظام البائد.
مسؤول تنفيذ المشاريع في صندوق المعرة الخدمي أحمد حج خميس أوضح لـ”لحرية”: أطلقنا صندوق المعرة الخدمي بالتعاون بين إدارة منطقة معرة النعمان، وتجار ووجهاء المدينة الذي يُعنى بتقديم الخدمات الأساسية في المدينة، وأولى هذه المشاريع تعبيد قطع من الطريق الدولي، وتعبيد قطع من الطرق داخل المدينة، منعاً لحوادث السير.
المشروع الثاني وهو تسليك خطوط الصرف الصحي، وتركيب أغطية فونط.
المشروع الثالث هو إنارة الطريق الدولي وتركيب كاميرات مراقبة.
أما المشروع الرابع وهو تركيب نقاط إنارة داخل المدينة، وجميع هذه المشاريع تعتبر بداية أولية لعدة مشاريع قادمة، وعند توسع الصندوق الخدمي سنتوسع بالمشاريع بحسب ما تقتضيه الحاجة.
بدوره قال مسؤول العلاقات العامة في مدينة معرة النعمان بلال مخزوم: بعد تحرير المدينة وسقوط النظام البائد، تم تأسيس صندوق المعرة الخدمي، خلال لقاء جمع جميع أطياف المجتمع في المدينة، ووُضع هذا الصندوق أمام مسؤوليات كبيرة لدعم المدينة، في ظل الواقع والمآسي من خلال الدمار الكبير وتأخر المنظمات عن تقديم الخدمات.
وأضاف: تم جمع التبرعات والاتفاق على عدة مشاريع ضرورية لتنفيذها، نحن اليوم بواقع خدمي أفضل نوعاً ما، رغم التحديات الكبيرة، وتم تنفيذ مشاريع مهمة ومنها التعليم، حيث أصبح لدينا ثلاث مدارس بدأت فيها العملية التعليمية، وقريباً سنطلق ترميم ست مدارس جديدة، أما فيما يخص الجانب الصحي، فإننا ومع بداية شهر حزيران سنقوم بافتتاح المركز الصحي في المدينة، لتقديم الرعاية الصحية للأهالي والمنطقة، أيضاً هناك مخطط لترميم المشفى الوطني، بالإضافة لجهود تحسين الكهرباء، إذ تغطي مساحة ما يقارب 30 بالمئة من المدينة، ولكن تكمن المشكلة في الشبكة، وهي الأخرى بحاجة لصيانة وتوسعة.
في سياق متصل قال حسام النحاس أحد تجار مدينة معرة النعمان: إن ما قمنا به هو واجب علينا نحن كتجار في مدينة معرة النعمان، أن نقف مع أهلنا ومع حكومتنا ومع مدينتنا في هذه الظروف، ومن أجل هذه اللحظة ضحينا بالكثير على مدار 14 عاماً، ووقفنا يداً بيد كمجتمع، وحكومة لننهض بهذا البلد ولا ننتظر الحكومة التي تحمل على عاتقها ملفات كثيرة تعمل عليها، بل علينا واجب الوقوف بجانبها ومساعدتها، وأتمنى من الجميع المساعدة ولو بالحد الأدنى لمصلحة الصندوق، حتى نعيد الحياة لبلدنا من جديد، ويعود لها المهجرون من مخيماتهم إلى بيوتهم معززين مكرمين.
وأكدت صبا قشيط إحدى نساء المعرة، أن جميع من يأتي إلى المعرة يلاحظ الخدمات التي بدأت بالعودة للمدينة تدريجياً، من تزفيت للشوارع، وتنظيف الصرف الصحي، بالإضافة لباقي الخدمات، طبعاً نحن كمدنيين أبناء المعرة نتوجه بالشكر للقائمين على صندوق المعرة الخدمي، ولكن بشكل عام الصندوق غير كافٍ، لأن حجم الدمار كبير جداً، وأوجه رسالتي للحكومة الجديدة، أتمنى عليها تكثيف الجهود مع المنظمات الدولية، للإسراع بتنفيذ إعادة الإعمار، حتى نتمكن من العودة إلى مدينتنا.

Leave a Comment
آخر الأخبار