الحرية – وليد الزعبي:
تنتشر في أسواقنا وبكثرة الأغذية المعروضة على البسطات وأمام بعض “الكولبات” والمحال، حيث تتعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس اللاهبة، وهو أمر مخالف لاشتراطات التخزين الواجبة والمحددة ضمن المواصفات القياسية المعتمدة، وقد تؤدي إلى تقليل الصلاحية أو فساد المادة الغذائية بشكل كامل.
تشمل أغذية وعصائر
ومن خلال متابعة المعروض الذي لا يراعي شرط العرض بعيداً عن درجات الحرارة المرتفعة، كالتي مرت على البلاد خلال الأيام الأخيرة، يلاحظ أنها تتنوع بين المعلبات بشتى أنواعها والمشروبات الغازية والعصائر وكذلك الطحين والرز، إضافة للأغذية التي يتناولها على الأكثر الأطفال من بسكويت و(شيبس وشطّي مطّي) وغيرها الكثير، حيث تبقى لساعات طويلة تحت أشعة الشمس ووسط درجات حرارة مرتفعة جداً، ويتكرر الأمر لعدة أيام حتى تنفد الكمية ومن ثم يوضع بديل عنها في الظروف نفسها، وجميع الباعة لا يدركون أو يغفلون مدى خطورة ذلك على صحة المستهلك.
الرقابة الصارمة مطلوبة لمنع مخالفة شروط التخزين والعرض حرصاً على سلامة المواطنين
غياب الرقابة
وما يثير حفيظة المواطنين ممن يتنبهون لخطورة مثل تلك الأغذية، غياب أي رقابة عنها تمنع استمرار عرضها في أحوال جوية غير مناسبة لتجنب إضرارها بصحة المستهلك، وخاصة الأطفال الذين لا تزال مناعتهم ضعيفة، ما يجعلهم عرضةً للإصابة بالأمراض أكثر من الكبار.
التهابات وتسمم
اختصاصي الأمراض الهضمية الدكتور بسام السويدان أوضح لصحيفتنا “الحرية”، أن مخالفة مثل تلك الأغذية لشروط التخزين والعرض، وخاصةً تعرضها لدرجات الحرارة المرتفعة جداً تحت أشعة الشمس، يقلل من مدة صلاحيتها أو يتسبب بتلفها حتى تصبح غير قابلة للاستهلاك البشري، كما إن تعرض الأغذية المعلبة لأشعة الشمس، يمكن أن يؤدي إلى تحلل المواد الكيميائية في العلب، ما قد يتسبب في تسرب مواد ضارة إلى الطعام وتغيّر خواصه، وظهور بكتيريا ضارة، وبالتالي فقدان القيمة الغذائية للمنتج.
وفي حال تم تناول تلك الأطعمة وهي فاسدة، فإنها لا شك تتسبب بحدوث التهابات معدة وأمعاء حادة، وتتمثل أعراضها بالمغص والإقياء والإسهال وارتفاع حرارة الجسم، مع احتمال حدوث التسمم الغذائي والجفاف الشديد في حال عدم تدبير الحالات المصابة بشكل سريع، وفي مثل تلك الأوضاع نصح بضرورة مراجعة المشافي للوقوف على الحالة واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة، كما حذّر المواطنين من شراء واستهلاك المواد الغذائية والمشروبات الغازية والعصائر المعروضة أو المخزنة في أماكن تطولها أشعة الشمس، وذلك لتجنب أضرارها على صحتهم.
لا مبالاة بالشروط
من جهته، أكد رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الغذائية والكيميائية أحمد الدراجي لصحيفتنا “الحرية”، أن هناك لا مبالاة من الباعة تجاه شروط تخزين وعرض المواد الغذائية والمشروبات بشتى أنواعها، مبيناً أن من أهم تلك الشروط التخزين والعرض في أماكن جافة بعيدة عن الحرارة والإضاءة وأشعة الشمس، ولفت إلى أن المواطن في حال دقق قليلاً سيشاهد بالعين المجردة أن بعض المعلبات المعروضة تحت أشعة الشمس قد تعرضت لانتفاخ عبوتها المعدنية من جهة الغطاء أو الأسفل، وهو مؤشر على أن خللاً قد طال مكونها الغذائي.
أغذية الأطفال
كما أوضح الدراجي أن البسكويت المعروض والذي تحتوي حشواته على مشتقات الحليب وبعض الإضافات، هو من أكثر الأغذية قابليةً لأن يفسد بسرعة ويصبح غير قابل للاستهلاك البشري، والحال يقاس على (الشيبس) المقلي بالزيوت، فهو أيضاً عرضةً لأن يفسد في حال تعرض لأشعة الشمس لأوقات طويلة وعلى مدار عدة أيام. وتطرق إلى أن المواد الغذائية والمواد الحافظة والمبيضات والبهارات والمنكهات الداخلة فيها تتفاعل عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة مع العبوات، وتتحول إلى مصدر ضرر بصحة الإنسان.
ضبط المخالفات
إزاء ما تقدم نحن أمام واقع غذائي ضار يستحق الوقوف عنده كثيراً، لكونه يتعلق بصحة وسلامة الإنسان، حيث تعمل أجهزة الرقابة التموينية على رصد أي حالات تخزين أو عرض لا تراعي الشروط والمواصفات المطلوبة للأغذية والمشروبات بشتى أنواعها في الأسواق، والتشدد في ضبطها وفق الأنظمة والقوانين النافذة، ومصادرة تلك الكميات وإتلافها حرصاً على سلامة البشر وخاصةً منهم الأطفال.