الحرية – بادية الونوس:
نقاش مستفيض لمحاور متعددة تهدف إلى تطوير القطاع الغذائي السوري بما يتوافق مع أحدث معايير الجودة والسلامة الغذائية، جرى أمس في إطار فعاليات مؤتمر تقانة الغذاء في كلية العلوم بجامعة دمشق، وبحضور عدد كبير من الباحثين والخبراء المهتمين بالتغذية وتقنيات الغذاء الحديثة.
مشروع صحي متكامل لسوريا
قدّم الدكتور جورج شنكجي من جامعة حلب ورقة عمل بعنوان “دور التغذية الجينومية في تحسين الصحة العامة ونمط الحياة”.
وأوضح لـ”الحرية” أن التغذية الجينومية تعتمد على فهم الفروق الجينية بين الأفراد، حيث يمتلك كل شخص جينوماً فريداً يتطلب نمطاً غذائياً خاصاً يناسبه.
وأكد أن بناء مشروع جينوم تغذوي سوري سيكون له أثر مباشر في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري، البدانة، وأمراض القلب، ما يسهم في تخفيف العبء على المنظومة الصحية الوطنية.
كما دعا إلى إجراء دراسات وأبحاث جامعية متخصصة في هذا المجال لتأسيس قاعدة بيانات وطنية للجينوم التغذوي.
50 بالمئة نسبة فقر الدم الغذائي في المجتمع
شارك الدكتور محمد نصار من كلية الزراعة بجامعة دمشق بورقة عمل بعنوان “التغذية العلاجية”، وهي إحدى العناوين المهمة في المؤتمر. وأشار نصار إلى أن الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد انعكست سلباً على صحة الإنسان، وخاصة الأطفال والحوامل، من جهة انتشار فقر الدم الناتج عن سوء التغذية.
ولفت إلى أن العديد من الدراسات المنجزة في هذا المجال تشير إلى نسب مقلقة تتجاوز 50% من المصابين بفقر الدم الغذائي ونقص اليود وغير ذلك، وتتركز هذه النسب غالباً في مناطق العشوائيات.
وختم بعدة نصائح، أبرزها ضرورة التركيز على شريحة الأطفال عبر تخصيص وجبة غذائية توزع في المدارس، وخاصة في المناطق العشوائية، إلى جانب إجراء التحاليل الدورية وتحسين الوضع المعيشي.
المتممات الغذائية
أكدت الدكتورة رحاب الدباس من كلية العلوم بجامعة حلب أن المؤتمر يشكل منصة مثالية لتبادل الأبحاث الحديثة، مستعرضة ورقتها حول المتممات الغذائية.
وأوضحت أن هذه المكملات تُعد من المكونات النادرة والمتوافرة بقلة في السوق السورية رغم أهميتها العالمية. مشيرة إلى إمكانية تطوير إنتاج محلي لهذه المكملات بعد استكمال الدراسات والتراخيص اللازمة، بما يعزز من توافرها بأسعار مناسبة ويحد من الاعتماد على الاستيراد.
منتج غذائي خالٍ من الأمراض
قدّم الباحث الدكتور معتصم بالله الدقر من هيئة البحوث العلمية الزراعية بحثاً بعنوان “توطين تقنية تعريض حليب الإبل لأشعة جاما للحصول على منتج آمن وخالٍ من العوامل الممرضة”. ولفت إلى أن أشعة جاما لا تؤثر على المواد الفعالة في الحليب، ما يسمح بتطوير كبسولات علاجية تناسب مرضى الجهاز الهضمي والسكري، وتكون صالحة للاستخدام دون أضرار جانبية. ويهدف البحث إلى توفير منتج محلي متميز يسهل وصوله إلى المرضى.
نصائح غذائية
قدّمت الدكتورة داليا حسام، المتخصصة في التغذية العلاجية، مجموعة من النصائح، مؤكدة أهمية اتباع نظام غذائي صحي متوازن يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام، والحد من تناول السكريات، واللحوم الحمراء، والمواد المصنعة، وذلك لتحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض المزمنة.