الحرية – مركزان الخليل:
الاهتمام بتوسيع دائرة الاستثمار المحلي لا يأخذ الطابع الحكومي فحسب، بل يحتل اهتماماً واسعاً لدى القطاعات الخاصة، وخاصة القطاعات الإنتاجية، التي تبحث عن استثمارات تعيد هيكلة الواقع الإنتاجي، بما يتناسب مع توجهات الاقتصاد الوطني الجديد نحو اقتصاد السوق الحر، بما يحمله من إيجابية التوجه، والتي بدورها تنعكس بصورتها الكلية على كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية.
لكن الإيجابية الأكبر، ما تحمله من فرص عمل مولدة للدخل، تستوعب الآلاف من الشباب الوافد إلى سوق العمل، لهذا السبب، كل المشروعات الاستثمارية تسبقها خطوة بالغة الأهمية تتعلق بدراسة الجدوى الاقتصادية، تتناول كافة جوانب المشروع من حيث الإنتاجية والربحية، وحجم العمالة التي تستوعبها والأسواق المستهدفة وغيرها من مفردات الجدوى، من هذا المنطلق تأتي أهمية إعداد الجدوى الاقتصادية.
غرفة تجارة دمشق تحتضن غداً ندوة خاصة حول تقييم المشروعات الاستثمارية، وهذه بدورها موجهة لأقسام تحليل المشروعات في المصارف، والمهتمين بإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريع مقترحة، تتناول محاورها الأساسية مجموعة من الخطوات، منها الدراسات الفنية والمالية، وتحليل حساسية المشروع لظروف عدم التأكد المستقبلية، إلى جانب هيكل تمويل المشروع، وغيرها من المحاور.
الخبير الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي، مدير غرفة تجارة دمشق، قال في تصريح لصحيفتنا «الحرية» حول أهمية هذه الدورة، والتي تأتي ضمن سياق اهتمام الغرفة بالقطاعات الاستثمارية، مؤكداً أن دراسات الجدوى الاقتصادية اليوم هي بالنهاية خطة عمل، وتقييم للمشروعات الاستثمارية من الناحية العلمية والعملية، لكنها اليوم تكتسب أهمية أكبر في سوريا، لأنها مهمة جداً لتقييم هذه المشروعات الاستثمارية قبل قيام المشروع في أغلب القطاعات الاقتصادية المتوقع أن تأتي إليها الاستثمارات، سواء المحلي منها أو الخارجي، أو حتى المغترب منها.
خربوطلي: الجدوى الاقتصادية ترسم خريطة طريق توضح الحالة الاستثمارية وجوانب قد تكون مخفية في المشروع مالياً وفنياً
وأضاف خربوطلي أن تقييم المشروعات أو دراسات الجدوى تبدأ بالدراسات التسويقية والفنية، وبالنهاية تقييم مؤشراتها الربحية، والمؤشرات في الدراسة المالية وتقدير التكاليف الاستثمارية للوصول إلى معرفة مدى ربحية أو جدوى هذا المشروع، وتفضيله على مشروع آخر، لأن الأولويات هنا أمر مهم جداً لاستثمار أفضل وكفاءة أعلى لرؤوس الأموال بكل تأكيد، كما تضم هذه الدورة تحليل حساسية المشروع لظروف عدم التأكد أو المخاطر المستقبلية، وبالتالي فإن هذا الجانب بالغ الأهمية، سواء في سوريا أو في الاقتصاديات الأخرى، إضافة إلى دراسة هيكل تمويل المشروع من ناحية الاقتراض أو التمويل الذاتي. عموماً، فإن دورة تقييم المشروعات تُعد مهمة للبنوك والمصارف والشركات وللطلاب أيضاً، وفي النهاية تمنح المشروع قيمة حقيقية وتُبيّن له خريطة طريق واضحة، وتكشف الجوانب التي قد تكون مخفية من الناحية المالية وغير واضحة، وتمنحه تصوراً كاملاً عن المشروع على المدى المستقبلي، ليطمئن إلى أن أمواله ستعود عليه بعوائد جيدة، من خلال مؤشرات تبدأ من فترة استرداد رأس المال، وتنتهي بمعدل المردود الداخلي، مروراً بنقطة التعادل الحرجة، وغيرها من المؤشرات التي يحتاجها المستثمر لمعرفة جدوى مشروعه.