الطفل تيم بلسم عبد الله يحرز المركز الأول في مسابقة الحساب الذهني على مستوى العالم

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية _ فادية مجد:

حقق الطفل تيم بلسم عبد الله ابن الثماني سنوات إنجازاً عالميٱ باهراً بفوزه بالمركز الأول في المسابقة العالمية للحساب الذهني، متفوقاً على مئات المشاركين من مختلف دول العالم، ومثبتاً  أن العبقرية لا تعترف بالعمر.

تيم ليس مجرد فائز، بل نموذج يُحتذى في الإصرار والتميز، ووجه مشرق يرفع اسم سوريا عالياً في المحافل الدولية.

صحيفتتا ” الحرية” تواصلت مع الطفل العبقري تيم وعائلته ومدربته في ناحية السيسنية التابعة لمنطقة صافيتا حيث عبر تيم بلسم عبد الله عن سعادته الغامرة بفوزه بالمركز الأول في المسابقة الدولية للحساب الذهني، قائلاً : أشعر بالفخر والسعادة لحصولي على المركز الأول في مادة أحبها كثيراً ، وهي الحساب الذهني، لأنها تشبه مادتي المفضلة الرياضيات.

وأشار تيم  إلى أنه متفوق في دراسته ، وطموحه أن يواصل التفوق ويحقق مراتب عالية، ودراسة  الطب في المستقبل.

ولم ينسَ تيم أن يهدي هذا الإنجاز الكبير إلى بلده الغالي سوريا، وإلى عائلته ومدربته وكل من آمن بموهبته وسانده في رحلته نحو التميز.

والد الطفل بلسم عبد الله أفاد أن موهبة ابنه في التعامل مع الأرقام بدأت تتجلّى منذ أن كان في الرابعة من عمره، حين أبدى شغفاً لافتاً بإجراء العمليات الحسابية البسيطة مع جده، مستخدماً أصابعه وذاكرته الحادة، بل وكان يطلب من المحيطين به أن يختبروه في الجمع والطرح، وكأنه يستمتع بتحدي الأرقام.

لم يكن هذا الشغف ليمر مرور الكرام على عائلته، التي بادرت إلى احتضان موهبته، فوفرت له الدعم المعنوي والمادي، وسارعت إلى تسجيله في دورات متخصصة بالحساب الذهني ، وقد لعبت المدربة “مرح عبد الله” دوراً محورياً في صقل هذه الموهبة .

وأوضح الوالد أن تيم استطاع التوفيق بين دراسته ، وتدريباته المكثفة دون عناء، بفضل تنظيم العائلة لوقته، حيث خُصصت له فترات منتظمة بعد أداء واجباته المدرسية، إلى جانب استثمار العطل الأسبوعية والصيفية لتعزيز مهاراته الذهنية ، وقد حرصنا  على إشراكه في مختلف المسابقات، سواء داخل سوريا أو خارجها، بهدف تنمية ثقته بنفسه وتوسيع آفاقه.

وعن لحظة إعلان النتائج، عبّر الوالد عن مشاعره قائلاً : إن الفرح اختلط بالدموع عندما أُعلن فوز تيم بالمركز الأول عالمياً ، محققاً العلامة الكاملة بزمن قياسي بلغ 6 دقائق و27 جزءاً  من الثانية، في إنجاز وصفه بأنه تتويج لسنوات من المثابرة والدعم .

وأشار إلى أن هذا الإنجاز العالمي سبقه تتويج تيم بالمركز الأول على مستوى الجمهورية العربية السورية لعام 2024 (المستوى C)، والمركز الثاني على مستوى الوطن العربي، قبل أن يحقق الحلم الأكبر في المسابقة التي نظّمتها المؤسسة الأكاديمية البريطانية في مصر، وشارك فيها المتسابقون عن بُعد من بلدانهم.

واختتم والد تيم حديثه “نحن دائماً سند لتيم في مسيرته، ونحثّ كل الأهل على دعم أطفالهم الموهوبين في أي مجال، فبهذا نبني جيلًا مثقفاً وقوياً ، مبيناً أنّ أمنيته الوحيدة كانت أن يكون جدُّ تيم الراحل حاضراً ليرى هذا الإنجاز، فقد كان أول من لمس تميّز تيم.

من جهتها، أوضحت المدربة مرح عبد الله أن مشاركة تيم في المسابقة العالمية جاءت تتويجاً لمسيرة تدريبية حافلة بالاجتهاد والمتابعة الدقيقة، مؤكدة أن هذا الإنجاز لم يكن وليد المصادفة، بل ثمرة سنوات من العمل المتواصل والدعم العلمي والتربوي.

وأضافت: “منذ اللحظة الأولى، لفتني شغفه بالرياضيات، فحرصت على توجيه هذا الشغف نحو الحساب الذهني، وكانت استجابته سريعة ومبهرة”.

وانطلق التدريب بأسلوب ورقي وبشكل  مكثف، حيث أنجز تيم أكثر من 20 ورقة تدريبية، تضم كل منها 100 تمرين، قبل الانتقال إلى التدريب الإلكتروني عبر برنامج معتمد من المؤسسة المنظمة، ما ساعد في تحسين الأداء وتوفير الوقت والجهد ، كما أشارت إلى أن كل طالب يحصل على كود خاص للتسجيل والتدريب عبر المنصة الإلكترونية، ما يتيح متابعة دقيقة لمستواه وتقدّمه.

وتعتمد عبد الله في تدريبها على تنويع الأساليب، من بينها “العصف الذهني” وتنظيم تحديات ومسابقات دورية بين الطلاب، لتحفيزهم على الإنجاز السريع، مثل إتمام 100 تمرين في أقل من عشر دقائق.

ولفتت إلى  أن الحساب الذهني ليس مجرد مهارة حسابية، بل هو أداة فعالة لتنشيط نصفي الدماغ، وتعزيز التركيز، والذاكرة، والثقة بالنفس، والتفكير المنطقي، ما ينعكس إيجاباً على الأداء الأكاديمي والشخصي للطفل ، مشيرة الى أن الفئة العمرية المثلى للبدء بتعلم هذه المهارة تتراوح بين 4 و7 سنوات، حيث يكون الدماغ في ذروة استعداده للتطور.

وعبّرت عبد الله عن فخرها الكبير بإنجاز تيم، مؤكدة أن سر النجاح يكمن في الحب والإخلاص والتفاني، داعية المدربين والطلاب إلى المتابعة اليومية، وتحديد أهداف واضحة، والسعي الدؤوب لتحقيقها ، موجهة شكرها لإدارة منطقة صافيتا على دعمها واهتمامها، ولكل من يسلّط الضوء على هذه الإنجازات التي ترفع اسم سوريا عالياً.

Leave a Comment
آخر الأخبار