الحرية- علام العبد:
تنفذ اليوم حملة موسعة لإزالة وإتلاف العديد من الألغام ومخلفات الحرب ضمن منطقة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وذلك بإشراف إدارة منطقة خان شيخون وبالتنسيق مع مديرية ناحية التمانعة وبمشاركة خبراء مختصين في إزالة الألغام ومخلفات الحرب.
وقد جاءت هذه الحملة والجهود استجابةً لحاجة الأهالي المتضررين من مخلفات الحرب التي أعاقت حركتهم وتسببت في وفاة 18 شخصاً وبتر أطراف لـ22 حالة، بالإضافة إلى تسجيل 77 إصابة خطرة.
هذا وكانت وزارة الدفاع وبالتعاون مع محافظة إدلب أطلقت في ريف إدلب الجنوبي والشرقي حملة لإزالة الالغام والمخلفات غير المنفلقة المنتشرة وسط الأراضي الزراعية ولاسيما في منطقة ريف إدلب الجنوبي التي كانت تحت سيطرة النظام البائد قبل التحرير.
وقال المهندس سفيان حمود العابد من منطقة سنجار: إن المناطق التي كانت سابقاً نقاط تمركز النظام البائد قبل طرده وتحرير البلاد من رجسه مازالت تحوي الكثير من الألغام والمخلفات الحربية غير المنفلقة ولها تأثيرها في سلامة المواطنين أثناء ممارسة أعمالهم وتعرض العديد منهم للموت نتيجة انفجارها لأنها مخفية بالأتربة لاسيما في بعض التلال الترابية ومساحات السير في ريف إدلب الجنوبي والشرقي كمعرة النعمان وخان شيخون وسراقب وسنجار وأبو الظهور.
وأوضح العابد في تصريح لـ”الحرية” أن وزارة الدفاع ممثلة بالفرق الهندسية وبالتعاون مع شركات دولية نفذت عمليات إزالة للمخلفات الحربية ما بعد عمليات التحرير للبلاد، حيث تم رفع الكثير منها، إلا أنه تبين فيما بعد وجود ألغام كانت تزرع من قبل النظام البائد.
ولفت العابد إلى أن الجهات المعنية في ريف إدلب الجنوبي طالبت الحكومة بتشكيل فرق عمل لإنهاء موضوع تواجد الألغام والعبوات بالتعاون مع القوات الأمنية للمباشرة بتنفيذ العديد من مشاريع التأهيل التي شملت المناطق المذكورة أو مساحات منها، لإزالة الخطورة عنها وتأمينها بالكامل.
وبين أن قوات وزارة الدفاع عبر فرق الهندسة اطلقت مؤخراً حملة من خلال عناصرها الهندسية التابعة لها لتفتيش وبحث إزالة الألغام في مناطق الريف الشرقي والجنوبي من إدلب وذلك لتنفيذ عملية تأهيل للأراضي الزراعية في الريف الجنوبي والشرقي لأنها تستخدم من قبل المزارعين والفلاحين.
هذا وتعتمد الزراعة في منطقة خان شيخون على مساحات واسعة تصل إلى حوالي 10500 هكتار، وهي ركيزة اقتصادية مهمة، حيث تشتهر المنطقة بزراعة محاصيل مثل الفستق الحلبي، الزيتون، القمح، الشعير، والبطاطا والشوندر السكري، وكانت تعتبر من أغنى المناطق في سوريا زراعياً. ومع ذلك، فقد تأثر القطاع الزراعي هناك سلباً بسبب الحرب التي شنها النظام البائد مخلفاً الكثير من الخراب والدمار.
وحسب المهندس الزراعي وليد رزق فإن القطاع الزراعي في ريف إدلب يواجه اليوم تحديات كبيرة بسبب الدمار الذي لحق بالقطاع جراء الحرب التي أشعلها النظام البائد على مدى الـ١٤ سنة الماضية، ما أدى إلى تدهور محتمل في مستقبل الزراعة في المنطقة.