الحرية – إبراهيم غيبور:
من الطبيعي ومع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام أن ترتفع حوالات المغتربين لذويهم في الداخل السوري، ولكن التوقعات لهذا العام تشي بانخفاضات محتملة ترتبط بالمتغيرات في المشهد الاقتصادي.
وتشير التقديرات إلى أن معدل الحوالات الخارجية يصل إلى مليوني دولار يومياً، وترتفع بين 3-4 أضعاف في شهر رمضان المبارك عن الأيام العادية.
وبين أصحاب شركات صرافة لصحيفة «الحرية» أنه بالنسبة للحوالات الخارجية تزيد في شهر رمضان بشكل تقليدي، وهذا يملي ضرورة بلورة آليه مرنة للتعاطي مع هذه الزيادة.
و يرى الباحث الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب لصحيفة «الحرية»، أن الشركات لا تلتزم بسعر صرف المركزي، بل تقوم بالتسعير وفق السوق الموازية، وحتى أقل من الموازية في بعض الأحيان، لذلك معظم الحوالات اليوم تأتي عبر قنوات غير رسمية للاستفادة من الفروقات.
وفيما يتعلق بالحوالات الداخلية، لم يخف الباحث الاقتصادي بأننا كنا نشهد زيادة ملحوظة في معدلاتها خلال شهر رمضان المبارك بحوالي الضعف، نظراً لارتفاع مؤشر التعاملات التجارية وكذلك التحويلات، ولكن هذا العام تشير التوقعات إلى جمود بعض الشيء لأسباب تتعلق بجمود الأسواق وضعف القوة الشرائية عند المواطن، إضافة إلى ضعف أو ما يشبه توقف السحوبات المصرفية.
وبرأي ديب في شهر رمضان المبارك يزيد الطلب على السلع، وتالياً يرتفع مؤشر الحوالات بزيادة الطلب على الليرة، وسيؤدي ذلك إلى انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وهذا الحديث ينطبق وفق مبدأ العرض والطلب، أما الأسس الاقتصادية الأخرى غير موجودة حالياً.
ديب: رمضان الحالي سيكون مختلفاً وعلى المركزي التدخل بسوق الحوالات
وفي ظل وجود بعض القادرين على شراء السلع، يقابلهم فئة غير قادرة على الشراء، فإن نوعاً من التوازن سيشهده السوق خلال شهر رمضان الكريم وفق الباحث ديب، فالقدرة الشرائية للمواطن لم تبق على حالها.
ورأى ديب ضرورة أن يتدخل المصرف المركزي بسوق الحوالات حتى يستفيد منها المواطنون بدلاً من شركات الصرافة والصرافين، حيث يوجد استغلال وسرقة لمدخراتهم، لافتاً إلى أن شهر رمضان الحالي في حال بقي المشهد الاقتصادي على حاله سيكون مختلفاً ولن يكون هناك طلباً على السلع إلا من قبل فئة ضيقة تشمل التجار وذوي الدخل المرتفع أو ممن استطاع المحافظة على استقراره المالي.