جهود مضنية في الكشف عن أصناف للقمح القاسي.. وانضمام صنفين جديدين

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية– محمد زكريا:

لا يزال القمح القاسي السوري مرغوباً لدى الكثير من دول العالم، لما يتمتع به من جودة عالية، حيث عملت الحكومات السابقة على تصديره أحياناً أو مبادلته بالقمح الطري “الطن الواحد مقابل ثلاثة أطنان”، وأنه على الرغم من تراجع إنتاجية محصول القمح سواء القاسي أو الطري، إلا أن الدراسات والأبحاث لا تزال مستمرة في الكشف على أصناف جديدة تتناسب وتتكيف مع طبيعة المتغيرات المناخية الحاصلة في المنطقة، ولعل آخر هذه الدراسات ما أقرته اللجنة الوطنية من اعتماد صنفين جديدين من القمح القاسي، حيث الأول وهو بحوث 13 وهو ناتج وطني حقق متوسط غلة بلغ 5892 كغ في الهكتار، والصنف الثاني شام 13 فهو ثمرة تعاون مع منظمة إيكاردا وبلغ متوسط إنتاجه 6479 كغ في الهكتار.

شريدة: يسهمان في زيادة إنتاجية القمح القاسي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة

عائد اقتصادي

وحسب رئيس قسم بحوث الحبوب في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية المهندس خالد شريدة فإن أصناف القمح التي يتم اعتمادها في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية تخضع لمجموعة من الاختبارات التي تمتد لفترة زمنية طويلة تصل حتى 14 عاماً، وفق منهجية التربية لمحصول القمح، وتشتمل هذه المنهجية على عمليات التهجين والانتخاب ثم تجارب خطوط المشاهدة يليها تجارب الكفاءة الإنتاجية، ثم الحقول الاختبارية، وهي المرحلة الأهم في اعتماد الصنف الجديد، لتأتي المرحلة الأخيرة وهي الكشف على الحقول الموسعة عند الفلاحين.
مبيناً أنه تم مؤخراً اعتماد صنفين من القمح القاسي ملائمين للزراعة المروية هما بحوث شام 13 وبحوث 13، مع الإشارة إلى ضرورة إجراء توصيف جزيئي للصنفين وحفظهما في بنك الأصول الوراثية، وحفظ حقوق الملكية الفكرية للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية وحقوق مربي النبات، والإسراع بإكثارهما وتوزيعهما على الفلاحين، وبين شريدة لصحيفتنا “الحرية” أن الصنفين يسهمان في زيادة إنتاجية القمح القاسي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وزيادة العائد الاقتصادي وبالتالي توفير الأمن الغذائي الوطني.

ميزات بحوث 13

وفي التفاصيل الفنية لصنف «بحوث 13» أشار شريدة إلى أنه تم الحصول على بذار الصنف من برنامج التربية في مركز بحوث درعا، حيث درس مع ثلاثة أصناف من القمح القاسي كشواهد للزراعة المروية وهي «شام1 وشام7 وبحوث 9» وفق المنهجية المتبعة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وتمت الدراسة ابتداءً من تجارب الكفاءة الإنتاجية في عدة مراكز بحثية تابعة للهيئة، موضحاً أن هذا الصنف فيه صفات متعددة منها صفة ارتفاع النبات (87 سم)، وصفة عدد الحبوب، السنبلة -1 (37 حبة) وكان الأعلى مقارنة مع الشواهد، وهو الأفضل في الخواص النوعية مثل نسبة البروتين المرتفعة (16.5%) والغلوتين المرتفع (34%) وكان الأعلى في هاتين الصفتين والبللورية العالية (98%) كما وأعطى وزناً نوعياً ثقيلاً جداً، مع الإشارة إلى أن عدد الأيام اللازمة للإسبال (125 يوماً) والنضج (175 يوماً)، وهو صنف مقاوم الرقاد، كما تميز بأنه واسع التأقلم والثباتية عبر المواقع والمواسم في الزراعة المروية، وأنه الأقرب إلى الطراز الوراثي المثالي الذي يجمع بين الغلة العالية والثباتية، إضافة إلى أنه جيد التحمل لمرض الصدأ الأصفر ومتوسط التحمل لمرضي صدأ الورقة وصدأ الساق.
وبالتالي بناءً على الصفات المميزة لهذا الصنف، فقد تم اعتماده للزراعة المروية في محافظات ريف دمشق- درعا- حمص وحماة.

ميزات شام 13

وبخصوص الصنف «شام13» أشار شريدة إلى أنه صنف من القمح القاسي تم الحصول على بذاره من خلال برنامج التعاون العلمي المشترك بين الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «ايكاردا»، وتمت مقارنته مع الشواهد المعتمدة للزراعة المروية وهي شام1 وشام7 وبحوث 9 وفق المنهجية المتبعة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، حيث بلغ عدد الأيام اللازمة لإسبال الصنف 110 أيام والنضج التام 163 يوماً، وهو مقاوم للرقاد.
مشيراً إلى أن هذا الصنف تميز في صفة ارتفاع النبات (89 سم) وكان الأعلى في هذه الصفة، كما تميز في صفة عدد الحبوب، وهو واسع التأقلم والثباتية عبر المواقع والمواسم في الزراعة المروية، لاسيما أنه الأقرب إلى الطراز الوراثي المثالي، الذي يجمع بين الغلة العالية والثباتية، وهو جيد التحمل لمرض الصدأ الأصفر ومتوسط التحمل لمرضي صدأ الورقة وصدأ الساق، ونظراً للصفات الممتازة التي يحملها فقد تم اعتماده في محافظتي حمص وحماة ومنطقة الغاب.

Leave a Comment
آخر الأخبار