حدثٌ وأحداث

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- وليد الزعبي:

إنه لمؤسف حقاً أن يسمع المرء في محيطه عن حوادث جرمية قد تورط بارتكابها أحداث قُصر، نعم لقد أثارت حادثة وفاة طالب في الصف الثاني الثانوي منذ عدة أيام بمدينة درعا إثر طعنة من أحد أقرانه خلال مشاجرة نشبت بعد خروجهما من جلسة فيزياء خاصة، استياءً كبيراً بين عامة الناس.

وفي السياق، فإن المتابع يلاحظ كثرة انتشار السلوكيات العدوانية ولو أنها لم تصل إلى فداحة ما سبق، وعلى سبيل المثال بعد الحادثة بيومين بينما كنت وزميلي نسير أمام الثانوية الصناعية باتجاه مديرية الصحة، حدثت مشاجرة بين بعض الطلاب أثناء انصرافهم من الدوام، وانهال اثنان على بعضهما بالضرب المبرح، وبعد جهد جهيد تمكن رفاقهما من فك الشجار بينهما، حتى إنه وبعد أن مضى عدد منهم في الطريق بدؤوا يرمون بعضهم بكلمات نابية منافية للحشمة تتناول الأم والأخت بشكل مقزز لا تحتمل الأذن سماعه.

ومن الأمثلة أيضاً، أنه في اليوم التالي للحادثة الثانية وأثناء وجودنا بالقرب من إحدى الصيدليات، بدأ الضجيج المشبع بالشتائم يعلو من محل مجاور يتم فيه تحضير مستلزمات مطعم للشاورما، ومن ثم خرج اثنان من الأحداث القُصر العاملين فيه وهما يتدافعان ويمسكان بعنقي بعضهما ويتبدلان اللكمات حتى تدخل من في الجوار وأبعدوهما بصعوبة عن بعضهما.

وهذا غيضٌ من فيض ما يقع بين الفتية، الذين يمكن اعتبارههم ضحية عنف وإجرام النظام البائد الذي عاشوا وسطه خلال السنوات السابقة، حيث اكتسبوا سلوكيات عدوانية صادمة وجرأة مُحَفزة بالانفلات الأمني الذي أتاح الإفلات من العقاب.

وهنا تحضر ضرورة تكاتف جهود الأهل والمدرسة وجميع المنابر الدينية والثقافية، للأخذ بيد أبنائنا بعيداً عن مسارات الانحراف وضياع المستقبل، ونبذ السوكيات العدوانية من شراسة وحقد وانتقام تجاه الغير، وتعزيز التنشئة السليمة المبنية على قيم التراحم والتسامح والصفح مع الآخرين.

وخيراً فعلت مديرية التربية والتعليم في درعا عندما عممت على مدارسها ضرورة التفتيش الوقائي للطلاب قبل دخولهم الغرف الصفية، والتحقق من عدم حيازتهم للمواد التي تشكل خطراً عليهم، مثل الأدوات الحادة والدخان والموبايل وغيرها، ومنع مغادرة الطلاب للمدرسة قبل انتهاء الدوام إلا بتصريح من الإدارة، وفي حال خالف الطالب أياً من هذه القواعد تتخذ بحقه العقوبات اللازمة من تنبيه خطي والتسلسل بالعقوبات حتى الفصل النهائي في حال التكرار، على أمل أن يتوازى ذلك مع مراقبة الأهل لأبنائهم وثنيهم عن اصطحاب أي مواد حادة خطرة للمدرسة أو أي مكان آخر للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار