الحرية – لوريس عمران:
يشهد جبل التركمان بالريف الشمالي في محافظة اللاذقية حرائق غابات واسعة النطاق، حيث امتدت النيران في المناطق الجبلية والحراجية، مخلفة وراءها خسائر بيئية كبيرة، إلا أن ما يثير القلق ليس فقط اتساع رقعة النيران، بل التأثير الكبير الذي تركه الدخان المنبعث من هذه الحرائق على الصحة العامة، حيث انتشر الدخان إلى مناطق أخرى من القرى، وصولًا إلى مدينة اللاذقية، مؤثراً بشكل واضح على سكان المنطقة، خصوصاً الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة.
تأثير الدخان على الصحة العامة
رغم أن النيران لم تصل إلى القرى المحيطة بمركز مدينة اللاذقية، إلا أن الدخان الناتج عن الحرائق بدأ يتسرب إلى تلك المناطق، ما أدى إلى تدهور كبير في جودة الهواء، حيث تأثر سكان هذه القرى وسكان المدينة بشكل ملحوظ، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.
في السياق نفسه عبّر أحمد أحد سكان قرية كرسانا عن معاناته بسبب الدخان الذي وصل إلى منطقتهم، حيث أثر بشكل كبير على الهواء الذي يتنفسه أهل القرية، ورغم أن النيران لم تصل إلى قريتهم إلا أن الدخان كان كثيفاً جداً.
وأشار لصحيفتنا “الحرية” بأن هناك العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية أصبحوا يواجهون صعوبة في التنفس نتيجة للغازات السامة التي انتشرت في الأجواء.
المواطن محمد العلبي من مدينة اللاذقية أكد أن الدخان بدأ يؤثر بشكل كبير على سكان المدينة بعد أن وصل إليها، حيث أصبح الجو مشبعاً بالروائح السامة، لافتاً إلى أن العديد من الناس يعانون من صعوبة في التنفس، خصوصاً كبار السن والمرضى المصابين بالربو. مبيناً أن هذه الحالة تمثل تحديات كبيرة للسكان ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثير الدخان.
مخاطر الدخان والتنفس..
الدكتور إدريس سليمان أخصائي في الأمراض الداخلية رئيس قسم الداخلية في مشفى جبلة الوطني، أكد “للحرية” أن المواطنين الذين يعانون من مشاكل تنفسية يجب عليهم تجنب التعرض المباشر للدخان قدر الإمكان.
ونصح الدكتور سليمان بالبقاء في أماكن مغلقة مع تهوية جيدة واستخدام الكمامات الواقية عند الخروج، مضيفاً إن المرضى الذين يتأثرون بتلوث الهواء يجب عليهم مراجعة أطبائهم لتعديل جرعات الأدوية حسب احتياجاتهم الطبية وضمان سلامتهم.
المطلوب الحد من تأثير الدخان..
الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي قد لا تكون امتدت إلى القرى أو المدينة بشكل مباشر، لكن تأثير الدخان السام على الصحة العامة أصبح أكثر وضوحاً و يتطلب الوضع استجابة سريعة من الجهات المختصة لتوفير الإجراءات اللازمة للحد من تأثير الدخان على صحة المواطنين، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة.