الحرية- سامي عيسى :
قطاع اقتصادي مهم، يحمل الكثير من المردودية الاقتصادية والاجتماعية، في الاستثمار الأمثل لمكوناته، وهذه ليست بأبعاد مختلفة، أو متنوعة المصدر، فهو يعتمد مصدراً واحداً قوامه قطاع النحل، الذي يعدّ من أكثر القطاعات رواجاً للمشاريع الأسرية الصغيرة، والمتناهية في الصغر، والحاضن الأكبر لها المجتمع الريفي ، حيث يرى الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة خلال تصريحه لصحيفتنا ” الحرية” أنّ قطاع النحل من أهم القطاعات الاقتصادية، لما له من أهمية بالغة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
مولد لفرص العمل
وأضاف قرنفلة أنّ قطاع النحل يشكل بعداً اقتصادياً مهماً ضمن تركيبة الاقتصاد الوطني حيث يشكل نواة واسعة للمشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر، ومساحة واسعة لتأمين فرص العمل، وخاصة في المجتمع الأهلي الريفي، إذ يعمل في هذا القطاع آلاف الأسر السورية، حيث يعدّ من القطاعات المولدة لفرص العمل، والمرتبط بها صناعات متنوعة ومختلفة، بدءاً من التربية، وصولاً إلى سوق الاستهلاك .
قرنفلة : قطاع النحل يشكل بعداً اقتصادياً مهماً و نواة واسعة للمشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر، ومساحة واسعة لتأمين فرص العمل
وأوضح قرنفلة” أنه لابدّ أن يحظى هذا القطاع بكامل الدعم والاهتمام من قبل الجهات المعنية سواء على الصعيد المحلي، أم على الصعيد الخارجي، وخاصة الدول العربية لتطوير هذا القطاع ودعمه لزيادة الإنتاجية، ومعالجة مشكلاته، وخاصة في مجال مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب النحل والحفاظ على السلالات الأصيلة وتبادل الخبرات والاستفادة من تجاربها لمساعدة المربين على تسويق منتجاتهم داخلياً وخارجياً مع الحفاظ على جودة واسم المنتج المحلي، لضمان ديمومة هذا القطاع الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف قرنفلة أن ورشة العمل التي أقامها أمس اتحاد النحالين العرب “فرع سورية” بالتعاون مع جامعة دمشق- كلية الهندسة الزراعية الثانية في السويداء، وبمشاركة خبراء المركز العربي لدراسات المناطق الجافة “أكساد” تأتي ضمن هذا الإطار من الأهمية المطلوبة للدعم والمساعدة في زيادة فرص التربية، وزيادة الإنتاجية، حيث حضرها عدد كبير من طلاب كلية الهندسة الزراعية الثانية بالسويداء، وعدد من أعضاء الكادر التدريسي ونحالي محافظة السويداء.
نفاع : نسعى للاستفادة من خبرات أكساد لإغناء الخبرات العملية، والخروج بتوصيات تحمل حلولاً، ورؤى لتطوير قطاع النحل وزيادة ريعيته الاقتصادية والاجتماعية
بقصد الاستفادة
وأشار قرنفلة إلى أهمية المداخلة التي قدّمها رئيس فرع جامعة دمشق بالسويداء الأستاذ الدكتور وليد نفاع في بداية فعاليات الورشة التي رحّب فيها برئيس فرع سورية لاتحاد النحالين العرب وخبراء أكساد وأعضاء اتحاد النحالين، مؤكداً أهمية المحاور التي تتناولها ورشة العمل في المجال التطبيقي، وبما يغني الخبرة العملية لطلاب كلية الهندسة الزراعية والأخوة النحالين المشاركين، والخروج بتوصيات تحمل حلولاً، ورؤى لتطوير قطاع النحل وزيادة ريعيته الاقتصادية والاجتماعية.
في حين أكدت الدكتورة راما الرضوان نائبة عميد كلية الزراعة على أهمية هذا المشاركة الواسعة في أعمال الورشة وخاصة التعاون مع اتحاد النحالين العرب ومع منظمة المركز العربي ” أكساد” والتي تهدف إلى إغناء الخبرات العملية لطلاب كلية الهندسة الزراعية والأخوة النحالين المشاركين وتطوير مهاراتهم في مجال تربية النحل، ولاسيما بوجود نخبة من الخبراء المتميزين.
نحو تعاون أوسع
وضمن السياق ذاته فقد تحدث السيد أحمد قاسو رئيس اتحاد النحالين العرب -فرع سوريا، مقدماً الشكر لفرع جامعة دمشق بالسويداء ولكلية الهندسة الزراعية على عقد هذه الورشة التي تأتي في إطار دعم التعاون القائم بين اتحاد النحالين العرب والجامعات ومراكز البحث العلمي في سورية، ثم قدم السيد أحمد قاسو رئيس فرع سوريا لاتحاد النحالين العرب محاضرة موسعة، حول مخاطر الاستخدام غير الرشيد للمبيدات الزراعية، على نحل العسل ومنتجاته، وتأثيرها السلبي على النحل والبيئة، مؤكداً أهمية توسيع التعاون بين المزارعين ومربي النحل والجهات الحكومية المعنية للحد من استخدام المبيدات، واللجوء إلى المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية كلما أمكن ذلك، كما قدّم مجموعة من التوصيات لتنظيم العلاقة بين الأخوة الفلاحين ومربي النحل بما يحقق مصالح الطرفين.
قاسو: ضرورة توسيع التعاون بين مربي النحل، والجهات الحكومية للحدّ من استخدام المبيدات الزراعية، واللجوء إلى المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية
“أكساد” ودورها المميز
الخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة رئيس المشروع البحثي لتربية النحل في منظمة المركز العربي” أكساد” أكد خلال عرضه، دور المركز كمنظمة من منظمات جامعة الدول العربية وذراعها التنفيذية لتحقيق الأمن الغذائي العربي والجهود الكبيرة، التي يقوم بها خبراء أكساد في كافة الدول العربية في مجال الإنتاج النباتي و الحيواني، وإدارة موارد المياه وتحسين التعامل مع الترب الزراعية، مشيراً إلى التغيرات المناخية التي تجتاح منطقتنا العربية، وتأثيرها على العلاقات التبادلية بين النباتات المزهرة والنحل، مبيناً الأثر السلبي لحالة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة على الحالة الفسيولوجية لكل من النبات والنحل والسلوكيات التكيفية، التي يتبعها كلاهما كاستجابة لحالة الجفاف، ومؤكداً أهمية قيام النحالين بعدد من الإجراءات لتجاوز التأثير السلبي للتغيرات المناخية على النحل. منوها بأن منظمة إكساد سبق أن أطلقت البرنامج العربي لتحييد تأثير التغيرات المناخية عن نحل العسل .
كما قدّم الدكتور إيهاب زغيب عضو مجلس إدارة اتحاد النحالين العرب محاضرة حول تبلور العسل والمفاهيم الخاطئة السائدة لدى المستهلكين في هذا الإطار مؤكداً أنّ العسل الطبيعي النقي يتبلور بدرجات مختلفة بفعل درجات الحرارة المنخفضة مشيراً إلى أهمية توعية المستهلكين وشراء العسل من نحالين محليين أو من مراكز بيع ثقة ومعروفة.
فوائد متنوعة
وفي محور آخر قدم الدكتور عصام عودة خبير أكساد في مجال المعالجة بمنتجات خلية النحل عرضاً شاملًا حول منتجات خلية النحل واستخداماتها في علاج عدد كبير من الأمراض، التي تصيب البشر ولاسيما العسل والعكبر وسم النحل وغذاء ملكات النحل، وهواء خلية النحل وشمع العسل مؤكداً دور منظمة المركز العربي أكساد في توسيع نشر تربية النحل بالدول العربية وتدريب النحالين على رفع القيمة المضافة لمنتجات خلية النحل.
كما تحدث السيد عصام كلاس عن طرق تنقية العكبر الخام و إنتاج مستحضرات العكبر واستخداماته الطبية العلاجية والوقائية وكذلك دور هذه المادة التي ينتجها النحل في علاج عدد كبير من الأمراض لكونها تعدّ أكبر مضاد حيوي طبيعي على وجه الأرض ليس له مضاعفات على بنية الجسم البشري.
أما عدنان الحواصلي خبير إنتاج ملكات النحل فتحدث حول دور النحل في الحفاظ على التوازن الحيوي على الأرض، مشيراً إلى التنظيم الكبير الذي يعمل بموجبه كل فرد من أفراد قفير النحل منذ بداية عمر النحلة، وحتى نهاية حياتها والأدوار المتعددة التي تقوم بها خلال دورة حياتها مؤكداً الدور الرئيس لملكة النحل في التكاثر وضبط إيقاع العمل في الخلية، كما استعرض طرق انتخاب ملكات النحل وأساليب تربيتها.