خبيرة تربوية تنصح بتدريب الطفل على الانتباه لمواجهة صعوبات التعلم

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- ثناء عليان:

تعتبر صعوبات التعلم من أكثر المشاكل شيوعاً عند الأطفال، وتعرف بأنها نوع من العوائق التي تمنع الأطفال من اللحاق بأقرانهم أكاديمياً، لأنها تمنعهم من اكتساب المعرفة واستخدام المهارات المختلفة وخاصة في مجال القراءة والكتابة والرياضيات.

صعوبات التعلم

للتعرف على صعوبات التعلم عند الأطفال وأنواعها وكيفية التعامل معها وعلاجها، التقينا الدكتورة تهامة المعلم أستاذة التربية وعلم النفس في جامعة طرطوس حيث بينت لصحيفة “الحرية” وجود مجموعة من الصعوبات ومنها التعلم التنموية ويرتبط بنمو القدرة الفكرية والعملية المسؤولة عن التكيف الأكاديمي للطلاب وقدرتهم الشخصية والاجتماعية والمهنية، بما في ذلك صعوبات الانتباه والمعرفة والذاكرة والتفكير ومهارات حل المشكلات.
كما أن هناك صعوبات الأداء (خلل الحركة): وهي صعوبة في التوافق العضلي والقدرة الرياضية، وترتبط بأنشطة خاصة، مثل؛ إمساك القلم؛ والتي يمكن أن تسبب صعوبات في الكتابة والرسم، وكذلك ربط الأحذية وحمل ملعقة الطعام وركوب الدراجة، هذه مشكلة تتطلب تدريباً مستمراً للقضاء على المعوقات من خلال أداء بعض التمارين، لتحسين قدرته على الرياضية والتنسيق بين العضلات وبعضها.

صعوبات وصفات التعلم النمائية

ومن أصعب صعوبات التعلم عند الأطفال تذكر المعلم، صعوبات التعلم النمائية والتي تحتاج إلى فهم من قبل القائمين على العملية التعليمية، ويعاني منها الأطفال في مرحلتي الطفولة المبكرة، والروضة؛ إذ تظهر عليهم مجموعة من العلامات التي تشير إلى صعوبة تطبيقهم العملي، والأدائي للأمور المحيطة بهم، وذلك بسبب وجود قصور في قدرة عقولهم على تحليل الأمور البسيطة التي تحدث من حولهم، لذلك يعد معدل الذكاء الخاص بهم أقل من المعدل الطبيعي للأطفال العاديين.
ومن صفات صعوبات التعلم النمائية التي تظهر على الأطفال، عدم القيام بالسلوك الصحيح الخاص بشيء ما، مثل: عدم القدرة على تناول بعض أنواع الطعام بمفرده، صعوبة في الانتباه، وضعف الذاكرة، والضعف اللغويّ، وصعوبة في الإدراك، إضافة إلى بعض المشاكل، مثل ضعف الكتابة اليدوية، وعدم القدرة على التعبير عن أفكارهم بشكل صحيح، وصعوبات في تعلم الحساب والتعرف على الأرقام، وعدّها بالتسلسل وعكس موضعها عند الكتابة، كما يصعب فهم الرموز الرياضية وتمييزها، عند إجراء العمليات الحسابية.

علاج الصعوبات

ويتم علاج الصعوبات من خلال تدريب الطفل على الانتباه للأصوات التي يسمعها ما يساهم في تطوير قدرته على السمع، وتدريبه على زيادة التركيز للأحداث التي تحدث حوله، وتعريفه بطبيعة الأشياء الموجودة، كتعليمه أسماء الخضروات، والفواكه وغيرها.
كما يساعد استخدام الكمبيوتر الناطق على تحسين الدراسة، والتخفيف من صعوبة القراءة؛ نظراً لصعوبة قراءة الكلمات وترجمة معانيها وبالتالي صعوبة تعلم اللغة، وهذا عقبة أمام الأطفال للتعبير عن أنفسهم وكتابة التعليمات وفهمها، وهذا بدوره قد يؤدي إلى بعض الصعوبات الاجتماعية في تكوين الصداقات والتواصل الاجتماعي.
ومن الممكن أيضاً معالجة صعوبات الإدراك عند الطفل، من خلال وضع خطة تدريبيّة للتمييز بين الأشياء، مثل: تدريبه للتعرف على الألوان، ودلالاتها، واستخدام نماذج لتعليم الحروف والأرقام، وتطبيق المعادلات الرياضيّة الخاصة بها، تعريف الطفل بطبيعة المدركات السمعيّة، والبصريّة، والحسيّة.

تشجيع الأهل

وبينت المعلم أنه يمكن للأهل مساعدة الطفل من خلال تشجيعه دائماً وإظهار الكثير من الفهم لصعوباته، وتحديد شخصيته لتعزيز ثقته بنفسه، مشيرة إلى بعض الأدوات التي يمكن أن تساعد على تطوير لغته وذلك باستخدام الوسائل التعليمية، واستخدام نهج تكراري، كما يمكن استخدم علم استراتيجيات الفهم لمساعدة الأطفال على اكتساب المعنى مما يقرؤون.
وختمت د.المعلم مؤكدة أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل بصرية، أو سمعية، أو حركية، أو الصعوبة في النطق، لا يصنفون ضمن الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم نمائيّة؛ لأن هذا النوع من الصعوبات مرتبطٌ بشكل مباشر مع الحاجات الخاصة العقلية، والإدراكية، والتي ينتج عنها صعوبة في استيعاب، وفهم المهارات الأساسية.

Leave a Comment
آخر الأخبار