خدمات طبية متعددة وتحديات كبيرة في مشفى اللاذقية الجامعي وتطلعات لتحسين الخدمات

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة اسماعيل:

ينطلق مشفى اللاذقية الجامعي برؤية واضحة، لتقديم الخدمات الصحية بأعلى طاقة تشغيلية،  تجمع بين الكفاءة الطبية والاهتمام الإنساني، ما انعكس بشكل واضح على رضا المرضى وثنائهم على جودة العناية التي تلقوها، وذلك في إطار سعيها الدائم للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية.

وقد عبر عدد من المرضى الذين التقتهم صحيفة الحرية عن ارتياحهم الكبير للتجربة الصحية التي خاضوها داخل أروقة المشفى، سواء من حيث التعامل الإنساني أو سرعة تقديم الخدمة ضمن الإمكانات المتاحة، ودقة التشخيص، وهناك جهود مبذولة لتحسين جودة الخدمات الطبية.

أعداد المراجعين في تزايد وإشادة من المرضى بجودة الرعاية الصحية

فعلى سبيل الذكر لا الحصر التصوير الشعاعي (الرنين المغناطيسي) الذي كان يأخذ وقتاً طويلاً يصل للسنة كي يحصل المريض على موعد للتصوير، أصبح ثلاثة أشهر كحد أقصى، تستثنى الحالات الإسعافية ومرضى الأورام والمرضى المقيمين في المشفى يتم التصوير خلال أسبوع.

تنظيم واهتمام

أحد المرضى الذين تلقوا العلاج مؤخراً بيّن أنه لم يكن يتوقع هذا المستوى من التنظيم والاهتمام، الطاقم الطبي متعاون ومتفهم، وكل إجراء تم بسرعة وكفاءة، وأضافت مرافقة لمريض في قسم الطوارئ: الجميع هنا يعمل بروح الفريق، وهناك حرص واضح على سرعة تلبية احتياجاتهم.

الخدمات على رأس الأولويات

وفي السياق ذاته، أكد معاون المدير العام للشؤون الطبية الدكتور فراس حسين أن تقديم الخدمات للمرضى بشكل أفضل، يظل على رأس أولويات إدارة المشفى، مشيراً إلى أن الجهود مستمرة لتطوير البنية التحتية والتقنيات الطبية، وتكثيف البرامج التدريبية للكوادر.

إيصال الرعاية لأوسع شريحة ممكنة

الدكتور حسين صرح لصحيفة الحرية بأن القائمين على المشفى حريصون على إيصال الرعاية إلى أوسع شريحة ممكنة من المواطنين، رغم الصعوبات والتحديات القائمة.
وأشار  إلى أن المشفى يضم / 940 /سريراً موزعين على عشرة طوابق، بالإضافة إلى مبنى ملحق مكون من أربعة طوابق، يختص بالعلاج الكيمياوي والشعاعي بسعة /110/ أسرة، وفيه عيادات خارجية، تستقبل نحو /1200/ مريض أسبوعياً، بالإضافة إلى/46/ كرسياً للتسريب (23 للذكور و23 للإناث)، و28 منفسة موزعة على الأقسام كافة.

خدمات متعددة

وأضاف: يقدم المشفى الخدمات عبر /28/ شعبة، تغطي كافة الاختصاصات (داخلية- جراحة عامة وجراحة طارئة (إسعافية)- رعاية حديثي الولادة- طب العيون وطب الأنف والأذن- شعبة الأشعة بجميع وحداتها (الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري)- شعبة الأمراض الجلدية- شعبة الحروق وأقسام العناية والإسعاف – قسم غسيل الكلى)، مبيناً أن شعبة العمليات تحوي /28/ غرفة، تقدم خدمات جراحية متعددة، بمعدل وسطي /700/ عملية باردة، و/300/ عملية إسعافية، أي ما يعادل/1000-1100/ عملية شهرياً.

رفدها بأطباء من اختصاصات نادرة

وأوضح د. حسين أن إدارة المشفى تعمل على رفد المشفى بالكادر الطبي عبر التعاقد مع أطباء اختصاصات نادرة (أورام، امراض الدم، إنتانات)، وأيضاً رفدها بالمواد الطبية والأجهزة وغيرهما، بالتنسيق مع مديرية صحة اللاذقية، ومنظمات دولية، وجمعيات أوروبية، والأطباء المغتربين، سواء بالخدمات العلمية أو البنى التحتية، وحالياً يتم العمل مع حملة (شفاء) التي يقوم بها أطباء مغتربون لخدمة المرضى لإجراء عمليات عصبية وعظمية اعتباراً من 20 نيسان الجاري، وتم مؤخراً إطلاق حملة للتبرع بالدم لسد نقص بنك الدم المحلي.

إحصائيات

وتابع: أداء المشفى إحصائياً من بداية العام وحتى نهاية آذار 2025، يبين أن عدد المرضى المقبولين /6,272/، إجمالي العمليات /2,702/، مراجعات العيادات الخارجية /20,677/، حالات القثطرة التشخيصية والعلاجية /125/، مراجعات الإسعاف /33,362/ صور الرنين المغناطيسي /805/، جلسات غسيل الكلى /4,944/، الصور الشعاعية /23,525/، معالجات التخثر الكهربائي /87/، التحاليل المخبرية /192,295/المعالجات بالليزر /88/، جلسات العلاج الفيزيائي /2,283/، حالات اللايشمانيا /51/، المقبولون الجدد في مركز المعالجة الكيمياوية والشعاعية /620/، حقن ضمن الآفة /242/، مراجعات مركز المعالجة الكيمياوية /6,813/، حالات الإيكو المختلفة /15,471/جلسات المعالجة الشعاعية /5,122/ تخطيط القلب /28,334/، صور الطبقي المحوري /9,727/، الولادات الطبيعية /41/.

معوقات وتحديات كبيرة

ونوه بأن المشفى يواجه عدة معوقات، من أبرزها نقص المواد الطبية (مواد التخدير والمواد المخبرية)، حيث تعمل إدارة المشفى بالتعاون مع مديرية صحة اللاذقية ومديرية الإمداد في وزارة الصحة لتأمينها، ونقص المنافس بالمقارنة مع حجم عمل المشفى، بالإضافة لأعطال الأجهزة إذ بلغت نسبة هذه الأعطال بين /50–60%/، وأجهزة خرجت عن الخدمة بشكل كامل، كجهاز تفتيت الحصيات، المسرع الخطي، وبعض أجهزة الأشعة وبعض التجهيزات كالإيكوغرافي أو التاجات الشعاعية، نتيجة صعوبات في عقود الصيانة المبرمة مع الشركات التي ورّدت هذه الأجهزة، والعقوبات المفروضة سابقاً.

كما يوجد نقص في كوادر بعض الاختصاصات النوعية (أطباء التخدير والعناية المشددة، وأطباء أغلب الاختصاصات الداخلية مثل الإنتانية، العصبية، وأمراض الكلية، أورام، أمراض الدم، وأشعة)، ولمعالجة هذه الأمور تسعى إدارة المشفى بالتنسيق مع مديرية الصحة ووزارة الصحة للتعاقد مع أطباء من هذه الاختصاصات، ولتأمين المواد والأجهزة وقطع الغيار من خلال إبرام عقود توريد وصيانة وعن طريق عروض المناقصات، بالإضافة لتأمينها أيضاً عبر الجمعيات الخيرية، وأيضاً إقامة حملات التبرع بالدم.

تجاوز التحديات

وأكد د. حسين أن مشفى اللاذقية الجامعي مستمر في العمل بالطاقة القصوى، مواصلاً بعد التحرير تقديم خدماته للمرضى من داخل المحافظة وخارجها، وواضعاً في صدارة أولوياته تجاوز التحديات وتوفير رعاية طبية نوعية للمجتمع.

Leave a Comment
آخر الأخبار