الحرية – سامي عيسى:
يجمع أغلب العاملين في معظم القطاعات الاقتصادية، وخاصة التجاري منها والزراعي، أن نجاح عملية التصدير السورية يتطلب معالجة فورية لجملة من التحديات اللوجستية والفنية، أبرزها إلغاء المناقلة الحدودية وتسهيل حركة الشاحنات، بالإضافة إلى معضلة ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تضعف القدرة التنافسية للمنتج الوطني، مشيرين إلى أن 95% من الصادرات تتجه حالياً إلى دول الخليج العربي التي تحظى بسوق واسعة وسمعة طيبة للمنتجات السورية.
مطالب لوجستية وفنية لتعزيز التصدير
اعتبر رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة ريف دمشق الدكتور عبد الرحيم زيادة، أن عدم وجود الخبرة الكافية في تجهيز وتوضيب الخضر والفواكه يعيق عملية التصدير، مشدداً على ضرورة وجود مخبر مركزي مؤهل لإجراء كافة التحاليل اللازمة.
وطالب زيادة خلال تصريح لـ”الحرية” بـ إلغاء المناقلة بين الشاحنات السورية والشاحنات الأردنية أو الخليجية، والتي تتسبب في إلحاق الضرر بالخضر والفواكه، داعياً السفارة السعودية في دمشق إلى إصدار تأشيرات دخول وعبور لسائقي الشاحنات السوريين لتسهيل العملية التصديرية.

دعم تنافسية المنتج
وفيما يخص دعم تنافسية المنتج، دعا زيادة إلى إلغاء الرسوم الجمركية على مدخلات الإنتاج وحوامل الطاقة، وعقد اتفاقيات تجارية مع السوق الأوروبية المشتركة، وتسهيل عمليات التحويل عبر المصارف وفتح الاعتمادات المالية اللازمة لتغطية الانفاق الاستثماري والتجاري وغيرة بصورة تسمح بتأمين السهولة واليسر في التنفيذ.
السعر التنافسي وضيق الرحلات الجوية
وبالسياق نفسه أكد رئيس لجنة التصدير في غرفة زراعة دمشق، محسن درويش، أن 95% من الصادرات السورية تتجه حالياً إلى دول الخليج العربي، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه المنتج السوري هو ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما يضعف قدرته التنافسية في الأسواق العالمية.
وأشار درويش إلى أن السعر هو الأساس في موضوع الطلب العالمي، مؤكداً أن المنتج السوري حالياً مكلف، والأسعار ليست تنافسية مقارنة ببقية الدول الأخرى.
كما لفت إلى أن ضيق الرحلات الجوية وقلة عددها يشكل عائقاً كبيراً أمام الصادرات، حيث تقتصر الرحلات بشكل رئيسي على الإمارات والكويت وقطر فقط.

اللوائح وارتفاع التكاليف يحدّ من التنافسية
وفي الإطار ذاته أكد مدير مؤسسة مكي للصناعات الغذائية، حسام مكي، أن عمليات التصدير تواجه جملة من العوائق، أبرزها تعقيد اللوائح التنظيمية واختلاف متطلبات الأسواق المستهدفة، إلى جانب تحديات التسويق الخارجي وضعف دراسات الأسواق.
وشدد مكي على أن التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج وحوامل الطاقة يشكل عاملاً ضاغطاً يؤثر مباشرة على القدرة التنافسية، وخاصة في قطاع الصناعات الغذائية والتحويلية. ودعا إلى تعزيز بيئة التصدير، وتطوير أدوات الدعم الفني واللوجستي لضمان حضور أوسع للمنتج السوري في الأسواق الإقليمية والدولية.