زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تحولات سياسية ودبلوماسية مع اقتراب ذكرى الثورة السورية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:

شكّلت زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى العاصمة الأمريكية واشنطن محطة سياسية ودبلوماسية بارزة في مسار العلاقات السورية–الأميركية، إذ جاءت في توقيت حساس واكب التحولات الداخلية والخارجية التي شهدتها سوريا مع اقتراب ذكرى الثورة السورية، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار والتواصل على المستويين الرسمي والشعبي.

ومن هنا، تبرز أهمية ما أورده المحامي والمستشار السياسي إسماعيل باقر في حديثه لصحيفة «الحرية» حول تفاصيل هذه الزيارة ودلالاتها.

فقد أكد المحامي باقر، المقيم في واشنطن، أن زيارة الشرع جاءت في مرحلة حاسمة، مؤكداً أن أهميتها ظهرت على مستوى السوريين والجالية السورية، إذ مثّلت استكمالاً لحراك طويل قامت به المنظمات السورية الأميركية والشخصيات السورية البارزة.

ولفت المستشار باقر إلى محطة مهمة تمثلت في زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني ولقاءاته مع أعضاء الكونغرس الأمريكي ورفع العلم السوري فوق السفارة السورية في واشنطن، مؤكداً أن زيارة الرئيس الشرع رفعت هذا المسار درجة جديدة.

وأضاف أن اليوم الأول شهد لقاءه بقيادات المنظمات السورية الأميركية، بينما خُصِّص اليوم الثاني للقاء جماهيري جمع الشخصيات الفاعلة في الشأن السوري بحضور الوزير الشيباني والسفير توم باراك، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات أتاحَت للجالية السورية التواصل المباشر مع الرئيس الشرع والتعرف على رؤيته المستقبلية لسوريا، في وقت شهدت البلاد تحولات سياسية واقتصادية مهمة مع اقتراب ذكرى الثورة السورية.

الأثر القانوني والسياسي

وأكد باقر أن الزيارة شكّلت خطوة نوعية على الصعيد القانوني والسياسي في الكونغرس، مشيراً إلى أن قانون قيصر كان الإطار الأساسي للتعامل مع الملف السوري، وأن هناك تقدماً ملحوظاً في مجلس الشيوخ الأمريكي باتجاه إلغائه، رغم بقاء عقبة في مجلس النواب الأمريكي تمثلت في موقف النائب براين ماست.

ولفت المحامي إلى أن لقاءات الرئيس الشرع مع أعضاء الكونغرس، بمن فيهم ماست، نقلت النقاش حول سوريا من مستوى الحديث العام إلى حوار مباشر مع القيادة السورية، وفتحت الباب لاستكمال هذا المسار على أسس سياسية واضحة داخل الكونغرس الأمريكي، ما يعزز فرص التفاهم حول الملفات السورية والقرارات المستقبلية المتعلقة بالعقوبات والسياسة الأميركية تجاه سوريا.

الدلالات الدبلوماسية

وأشار باقر إلى أن اللحظة الأكثر رمزية كانت دخول الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ولقاءه الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً أن هذه الزيارة لم تمثل مجرد صورة رمزية، بل شكّلت إشارة واضحة إلى أن سوريا آنذاك عوملت كشريك إستراتيجي للولايات المتحدة في قضايا الاستقرار الإقليمي.

وأضاف أن صفحة جديدة قد فُتِحت في العلاقات السورية–الأميركية على مختلف الصعد، ما قد يُتوج بتفعيل البعثات الدبلوماسية وربما زيارة مرتقبة للرئيس ترامب إلى سوريا.

ذكرى الثورة والرؤية المستقبلية

ومع اقتراب الذكرى الأولى ليوم التحرير السوري، أكد باقر أن هذا التقدم عكس حجم التحول الذي شهدته سوريا ومسار العلاقة مع واشنطن، مشيراً إلى أن اقتراب ذكرى الثورة السورية حمل دلالات رمزية مهمة، إذ جسّد صمود الشعب السوري وتضحياته في سبيل استعادة سيادة وطنه وتحقيق الاستقرار.

كما شدّد على أن زيارة الرئيس الشرع توّجت مسار السنة الماضية وفتحت مرحلة جديدة لسوريا على مستوى السياسة والاقتصاد، مؤكداً أنّ السوريين داخل الوطن وخارجه شعروا بنتائجها في التعامل مع العواصم الكبرى، وفي حجم الفرص المتاحة، وفي تحسن ظروف حياتهم، بما عكس إرادة الشعب السوري في المضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً وبناءً.

Leave a Comment
آخر الأخبار