ذوو الاحتياجات الخاصة في اللاذقية مغيّبون عن واجهة الدعم.. والشعارات وحدها لا تكفي 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- لوريس عمران: 

رغم الوعود الرسمية المتكررة بتحسين واقع ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تزال شريحة واسعة من هذه الفئة تعيش في الظل، وسط غياب الدعم الحقيقي والتهميش المستمر، وخاصة في محافظة اللاذقية التي تعاني من ضعف البنية التحتية الداعمة لهم، وقصور واضح في تقديم الخدمات الأساسية، ما يتركهم، هم وعائلاتهم، في صراع يومي مع الإهمال والتجاهل المؤسساتي.

“نصارع وحدنا”

أم خالد والدة طفل يعاني من شلل دماغي تقول لصحيفتنا “الحرية”: “لا تأمين صحي، لا مدارس دامجة، لا وسائل نقل خاصة، نضطر لنقل أولادنا على حسابنا، كما أن المدارس لا تملك كوادر مؤهلة أو مرافق مناسبة، ما يعني رسالة للأهالي أن “اهتموا بأنفسكم بمفردكم” .

بينما يضيف أبو كرم، والد شاب مصاب بمتلازمة داون: كل الوعود عبارة عن شعارات فقط، الجهات الرسمية لا تقدم شيئاً فعلياً، فكلما طرقنا باباً قيل لنا: الميزانية لا تسمح، أو لا توجد كراسي، أو لا يوجد موظفون مختصون، و أردف: تعبنا وليس في اليد حيلة.

نقص كبير في الدعم والتأهيل

الاختصاصية النفسية ريم بركات تؤكد لصحيفتنا “الحرية” أن غياب التخطيط المؤسسي جعل الدمج التعليمي والاجتماعي حلماً مؤجلاً، مبينة أنه لا توجد خطة وطنية شاملة، ولا تأهيل للكوادر التربوية، ولا دعم نفسي للأسَر، لافتة إلى أن المشكلة ليست في الوعي فقط، بل في القصور الرسمي الصارخ في دمج ذوي الاحتياجات ضمن المجتمع الطبيعي.

أما اختصاصي العلاج الفيزيائي عماد قشلق، فيشير إلى أن بعض الحالات تتحسن بالتأهيل المبكر، لكن الأهالي لا يملكون تكلفة الجلسات، مبيناً أن الجهات العامة شبه غائبة، والجمعيات الخيرية وحدها لا تكفي.

جود بالموجود

مؤسس جمعية “طوق الياسمين” الخيرية ميساء ياسمين كلاوي أشارت إلى حجم التحديات، فالتمويل محدود، وعدد المتطوعين قليل، وأضافت: نحاول قدر الإمكان تقديم خدمات تأهيلية وتعليمية، لكن مع الأسف لا نستطيع تغطية كامل المحافظة لأننا بحاجة إلى متبرعين يموّلون عمل الجمعية .

وناشدت كلاوي، وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المعنية لدعم الجمعية بشكل جدي. مبيّنة أن الجمعية بحاجة إلى شراكات حقيقية مع الدولة.

واقع صادم

رغم القوانين التي تنص على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والعمل والرعاية الصحية، إلا أن التطبيق على أرض الواقع لا يزال هشاً ومتناقضاً، حيث لا توجد خرائط واضحة للمراكز المتخصصة، ولا بيانات دقيقة حول عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة في اللاذقية، ما يضعف التخطيط ويزيد العشوائية.

ويؤكد علي حيدر مؤسس جمعية “بسمة أمل” أن معظم الجمعيات تعمل بـ”العزيمة الشخصية” وليس بدعم حكومي، ويضيف: تتلقى الجمعية عشرات الطلبات لذوي الاحتياجات الخاصة من عمليات وتحاليل وصور وأشعة بالاضافة، إلى أقساط معاهد خاصة وتقوم الجمعية بفرزهم لتقديم الدعم للأكثر احتياجاً.

وأشار حيدر إلى أن الجمعية تعمل على تأمين الأدوية والكراسي للشلل الدماغي، لكنها بحاجة إلى الدعم الفعلي .

وختم حديثه: ذوو الاحتياجات الخاصة لا يوجد لهم معيل سوى أهاليهم الذين يحتاجون إلى المساعدة في تربية أبنائهم وإطلاقهم إلى المجتمع ودمجهم مع أقرانهم.

هل من أذن تسمع؟

يبقى ذوو الاحتياجات الخاصة في اللاذقية فئة منسية، تُركت في الهامش، رغم أنها تستحق أن تكون في صميم الاهتمام. وعود كثيرة، وحلول مؤجلة، وأهالٍ يصرخون بلا مجيب، أما السؤال الذي يتردد في الشارع فهو: متى تتحوّل الشعارات إلى سياسات تأخذ بيد هؤلاء وذويهم نحو حاضر أفضل ومستقبل أجمل.

Leave a Comment
آخر الأخبار