الحرية- باديه الونوس:
مليون شخص تعرّض للاعتقال والتعذيب و100 ألف مختفٍ قسرياً وأعداد كبيرة تعرضت لشتى أنواع التعذيب، هذه الأعداد وصفت بـ(الجرح المفتوح)، جاء ذلك خلال مؤتمر الأول بعد التحرير لرابطة الأطباء النفسيين الذي عقد تحت شعار “شفاء الإنسان أساس إعمار الأوطان” /مسار الرعاية النفسية لضحايا الاعتقالات والتعذيب/، إذ بدأ أعماله اليوم في مدرج جامعة دمشق بحضور عدد من الأطباء النفسيين ومشاركين، بهدف تعزيز مسارات الصحة النفسية وتبادل الخبرات في مجال الطب النفسي والصحة النفسية.
وأكد ممثل نقيب الأطباء د. محمود الرفاعي (معتقل سابق)، في كلمته ضرورة إيلاء الرعاية النفسية أهمية كبيرة، وخاصة لوجود نتائج كارثية لحرب طويلة خلّفت أعداداً كبيرة من ضحايا النظام البائد بسبب التعذيب والانتهاكات الجسدية والاعتقالات، بحاجة للعلاج وفهم معاناتهم ضمن سياقها الاجتماعي والثقافي والسياسي والديني، وهذا أولى خطوات التعافي والعلاج.
وأعرب عن استعداد نقابة الأطباء لتقديم دعمها الكامل للارتقاء بهذه المهنة وخدمة الإنسان.
التحرر من الخراب الممنهج
يؤكد رئيس رابطة الأطباء النفسيين الدكتور مازن الخليل في كلمته أهمية هذا المؤتمر ودوره في ترميم جراح وندبات خلفتها انتهاكات واعتقالات جراء سنوات الحرب، يقدم الخليل في محاضرة ذات توقيت مهم بعد فترة وجيزة من نهاية النظام البائد، رؤية تتجاوز الخطاب السياسي والعسكري، معتبراً أن المعركة الحقيقية هي معركة التحرر من “الخراب الروحي الممنهج”. يركز على الأرقام الصادمة، مثل مرور أكثر من مليون شخص بتجربة الاعتقال والتعذيب، وأكثر من 100 ألف مختفٍ قسرياً، واصفاً إياهم بـ “الجرح المفتوح”. يطرح مفهوم “الهندسة العكسية للإنسان” ليشرح أن التعذيب لم يكن عشوائياً، بل سياسة لتدمير إرادة الفرد والثقة بين أفراد المجتمع.

مشاريع كبرى
واقترح عدة مشاريع يجب العمل عليها بالتوازي منها برامج سريعة الاستجابة ومنصة رقمية وطنية للصحة وقانون وطني للصحة النفسية مختتماً بقوله: إن الشفاء هو استثمار للاقتصاد والأمن وبناء السلام.
د.لطيفة: إعادة تأهيل ضحايا الانتهاكات
يؤكد رئيس اللجنة المهنية في المؤتمر ونائب عميد كلية الطب في جامعة دمشق الدكتور يوسف لطيفة، أهمية عقد هذا المؤتمر لأنه فرصة مهمة لعرض قضايا الصحة النفسية لشرائح المجتمع المتضررة، وخاصة الضحايا من الشهداء والمفقودين، وتحديد المسؤوليات القانونية والنفسية عن الانتهاكات.
وأكد أهمية العلاج النفسي بكل أشكاله، ودعم المتعرضين للصدمات النفسية، وتوفير مراكز صحية ومستشفيات لرعاية المرضى النفسيين.
مشيراً إلى أن المؤتمر يهدف إلى إعادة بناء الصحة النفسية، إعادة تأهيل الضحايا، وخاصة السجناء، ليكونوا أعضاء إيجابيين في المجتمع.
وكان رافق المؤتمر معرضاً تخصصياً لعدد من شركات الأدوية.
يشار إلى أن المؤتمر يستمر في مناقشة محاوره عبر يومين وأهمها:
تشخيص الجرح الوطني وهندسة الشفاء وبناء حواضن مجتمعية ونحو منظومة مستدامة.