رجل أعمال يقترح حلاً لأزمة الكهرباء بتعزيز الشبكة بالعدادات الذكية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – مجد عبيسي:

أزمة الكهرباء ما زالت قائمة وتتصاعد معها أصوات المواطنين والمختصين المطالبين بمعالجة جذرية وعاجلة للمشكلة المستعصية.
وفي سبيل ذلك، يضع عدد من الخبراء رؤاهم، ويقدمون حلولاً عملية تستند إلى أحدث التقنيات، لإحداث نقلة نوعية في إدارة منظومة الكهرباء، وتحقيق استقرار يلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان والصناعات.
وقد بين رجل الأعمال (فيصل العطري) في حوار خاص مع (الحرية) أن أسباب الأزمة تتقاطع حول أربعة بنود رئيسية، هي: فاتورة الدعم الثقيلة والتي كانت تشكل عبئاً كبيراً على ميزانية الدولة، لكنها أصبحت أقل وطأة بعد التعديلات الأخيرة.
والتعديات على الشبكة، سواء كانت سرقات فردية أو مؤسسية، أو امتناع بعض الجهات عن دفع فواتير استهلاكها، هذا إضافة إلى الفقد الكبير أثناء النقل والتوزيع، وهو أحد أهم الأسباب التي تضيّع مئات الكيلوات من الطاقة يومياً.
ورابعاً نقص القدرة الإنتاجية، إذ إن التجهيزات الحالية لم تواكب الطلب المتزايد على الكهرباء.
هذ وقد اقترح العطري حلاً تقنياً يُعتمد على منظومة العدادات الذكية، كوسيلة فعالة لتمتين السيطرة على الاستهلاك، وتقليل الفاقد، وتحقيق العدالة في تسعير الطاقة.

العدادات الذكية

يُعد استبدال العدادات التقليدية بأخرى ذكية، خطوة جريئة لكنها عملية، مع تطور التكنولوجيا وسهولة تطبيقها، خاصة مع تقنية الجيل الخامس (5G) التي تتيح التواصل اللحظي والتحكم الكامل.
ويقول العطري: إن هناك العديد من مزايا هذا النظام وتتلخص بـ: مراقبة فورية للاستهلاك، تتبع استهلاك كل مشترك على مدار الساعة، مع تحليل سلوك الاستهلاك للتوقع والتخطيط، وإرسال إنذارات فورية عند اكتشاف استهلاك غير طبيعي.
كذلك كشف التعديات والتلاعب بالعدادات، إذ يراقب النظام استهلاك المجموعات، ويقارن بين الاستهلاك الفعلي والمسجل للكشف عن أي سرقة أو تلاعب، حتى أثناء انقطاع التيار.
كما يقدم أسعاراً مرنة حسب الاستخدام، حيث يمكن تحديد شرائح سعرية حسب نوع المستهلك ووقت الاستخدام، مع رفع الأسعار في أوقات الذروة، وخفضها في الفترات الخاملة.
وأيضاً نظام دفع مسبق وقطع وإعادة التيار عن بعد، فيُمكن للمواطنين من شراء الكهرباء مسبقاً، وتمكين إدارة الشبكة من قطع التيار أو إعادة تشغيله بسهولة، دون تدخل بشري.
وتسهيل عمليات الحساب والمعاملات، من خلال معرفة الذمم وتسديدها قبل إصدار الفواتير، مع إمكانية الدفع الإلكتروني وربط النظام بالحساب البنكي.
وكذلك القراءة عن بعد وتقليل التكاليف، عن طريق قراءة العداد بشكل تلقائي ودون الحاجة لزيارة ميدانية، مع إرسال تنبيهات عبر الرسائل النصية للمستخدمين.
وبحسب العطري فإنه يُمكن ربط العدادات بإنفيرترات ذات تقنية الـ”On Grid”، التي تتيح للمنازل والمنشآت بيع الفائض من الطاقة إلى الشبكة، وتقليل الاعتماد على البطاريات، ما يُسهم في التوفير الاقتصادي وتقليل التلوث البيئي.

ليس معقداً

وختم العطري: إن تطبيق هذا الحل التكنولوجي، رغم بساطته، سيكون له أثر كبير على تحسين خدمة الكهرباء، وتقليل الفاقد، وزيادة دخل الدولة، وخفض عبء الدعم الحكومي، مع تحسين تجربة المواطن وتحقيق العدالة في توزيع الاستهلاك.
وفي النهاية، فإن تسريع تنفيذ خطة شاملة تعتمد على هذه التكنولوجيا هو السبيل الأجدى للخروج من عنق الزجاجة، وإعادة الأمل لملايين الأسر التي تعاني من وتيرة انقطاعات الكهرباء وتكاليفها المتزايدة.

Leave a Comment
آخر الأخبار