رسائل السوريين بعيد التحرير.. من الصمود إلى التنمية المستدامة وتأمين مستقبل الأجيال القادمة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – سامي عيسى:
في أجواء احتفالية وطنية، أكد السوريون في مختلف المحافظات أن ذكرى التحرير تمثل محطة مفصلية، للانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة التنمية المستدامة، مشددين على أن الإنجازات العسكرية والأمنية يجب أن تُستثمر فوراً في تعزيز الجبهة الاقتصادية والاجتماعية، وأبرزت اللقاءات التي أجرتها صحيفة “الحرية”إجماعاً وطنياً على أن بناء “سوريا الجديدة” يتطلب تضافر الجهود الحكومية والشعبية لضمان تأمين مستقبل الأجيال القادمة عبر التركيز على التعليم والإنتاج.

التحرير قاعدة للانطلاق الاقتصادي

أكدت الفعاليات الاقتصادية أن التحرير ليس نهاية المطاف، بل هو الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه التعافي الاقتصادي الشامل.
وقال التاجر حسام المصري: إن التحرير منحنا الأمان اللازم لعودة الاستثمار، اليوم يجب أن نركز على تفعيل الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين العائدين، لضخ رؤوس الأموال في مشروعات ذات قيمة مضافة، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية وغيرها..

من جانب آخر أكدت الدكتورة نوال إبراهيم (خبيرة اقتصادية): “الرسالة الأهم من هذه الاحتفالات هي أننا قادرون على تجاوز الحصار، لذا يجب على الحكومة أن تستغل حالة الاستقرار لتعزيز الإنتاج الزراعي والصناعي، وتوفير فرص عمل مستدامة للشباب، لضمان عدم هجرة الكفاءات التي نحتاجها في مرحلة البناء.”

التركيز على التعليم وتأهيل الكفاءات الوطنية

أجمع المشاركون في الاحتفالات على أن الاستثمار في الإنسان السوري هو الضمانة الحقيقية للمستقبل، وأن التعليم يجب أن يكون في صدارة أولويات مرحلة ما بعد التحرير.
وأشار المدرس مازن الشمعة إلى أن “المدارس والجامعات التي صمدت واستمرت في العمل خلال أصعب الظروف هي قلاع التحرير الحقيقية. يجب أن نربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل، وأن نركز على التدريب التقني والمهني لإنتاج جيل قادر على استخدام التكنولوجيا الحديثة في إعادة الإعمار.
كما أكد الطالب علي ريا (كلية الهندسة) أن الشباب السوري يمتلك الإرادة والمهارة، لكنه يحتاج إلى بيئة عمل محفزة، وقال: “نحن نحتفل اليوم بالتحرير، وغداً سنحتفل بتحرير الاقتصاد من التبعية والجمود، عبر الابتكار والمشاريع الصغيرة التي تدعمها الدولة.”

الوحدة الوطنية صمام الأمان للمستقبل

عبرت اللقاءات عن إجماع وطني على أن الوحدة والتسامح هما صمام الأمان لاستدامة إنجازات التحرير.
وقالت السيدة مريم العلبي (ناشطة اجتماعية) “التحرير علمنا أن قوتنا في وحدتنا، يجب أن نعمل جميعاً على تعزيز المصالحة المجتمعية ونبذ كل أشكال التفرقة التي حاول الإرهاب زرعها، سوريا الجديدة تبنى على أساس المواطنة المتساوية والعدالة.”

وأكد الصناعي مصطفى الحجار أن هذه الأرض ارتوت بدماء أبنائها من كل المحافظات، احتفالنا اليوم هو عهد بأن نبقى يداً واحدة في وجه كل من يحاول المساس بسيادة الوطن أو وحدته، وأن نكرس جهودنا لخدمة المجتمع وتأمين حياة كريمة لكل سوري ونبني بلدنا سوريا اقتصادياً وتحقيق معدلات تنموية تفرد أجنحتها على كافة القطاعات الأخرى..

Leave a Comment
آخر الأخبار