الحرية- لوريس عمران:
بدأت مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية بتنفيذ خطوات عملية تهدف إلى نقل المخرجات النظرية للدورات التدريبية إلى الحقول، وذلك في إطار خطة شاملة للنهوض بقطاع الحمضيات في الساحل السوري، حيث باشرت شعبة التعليم والتدريب الزراعي بمتابعة عمل المهندسين الزراعيين في الوحدات الإرشادية، لضمان تواصلهم المباشر مع المزارعين في مختلف القرى.
ويجري حالياً تنظيم زيارات دورية للبساتين، إذ تتم مراقبة مدى التزام المزارعين بتطبيق الممارسات الحديثة التي جرى تدريب الكوادر عليها، بما يحول هذه البرامج من مجرد محاضرات إلى عمل ميداني ملموس في مزارع الحمضيات.
متابعة إرشادية
رئيس دائرة الإرشاد والتعليم الزراعي والتنمية الريفية في مديرية الزراعة في اللاذقية المهندس أكرم روجيه أشار إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار خطة شاملة تسعى إلى تحسين نوعية الإنتاج وتعزيز فرص الحمضيات السورية في المنافسة الخارجية، مبيناً أن الاعتماد على المكافحة الحيوية بدأ يترسخ تدريجياً في بعض البساتين، الأمر الذي يسهم في إنتاج ثمار صحية ونظيفة تخلو من متبقيات المبيدات الكيميائية.لافتاً إلى أن مديرية الزراعة شرعت بخطوات عملية لمنح شهادات الجودة للمزارعين الملتزمين بالمعايير الدولية، وهو ما يمثل شرطاً أساسياً لدخول الأسواق العالمية.
شهادات دولية
وأكد روجيه لصحيفتنا الحرية أنه يجري العمل على نقل التجربة بشكل مباشر إلى المزارعين عبر المدارس الحقلية والورش العملية التي تنظم في القرى الزراعية بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية. كما ويجري تبسيط المعلومات التقنية لتكون في متناول الفلاح وتقدم له كإرشادات عملية قابلة للتطبيق، ما يسرّع عملية الاستفادة ويضمن وصول التقنيات الحديثة إلى الحقول بأقصر وقت ممكن.
ويرى روجيه أن هذه الجهود العملية ستسهم في معالجة التحديات التي عانى منها قطاع الحمضيات لسنوات، مثل تفشي الآفات وارتفاع تكاليف الإنتاج.
مشيراً إلى أن الاعتماد على الأساليب الحديثة يقلل من حاجة المزارع إلى المبيدات والأسمدة المكلفة، ويعزز في الوقت ذاته مناعة البساتين وقدرتها على مقاومة الأمراض وبهذا تتحول برامج التدريب من مرحلة الإعداد النظري إلى أداة فعلية تضع قطاع الحمضيات على طريق التعافي والتطور.