الحرية- إلهام عثمان:
كشفت عضو اللجنة الاستشارية الوطنية للأورام، اختصاصية أورام الأطفال الدكتورة غادة سوسان، أن سرطان الأطفال يعدّ من الأمراض غير الشائعة نسبياً في سوريا، إلا أنه بالمجمل أفضل إنذاراً من أورام البالغين.
الأعراض الشائعة
وأما عن الأعراض الشائعة لوجود السرطان عند الأطفال و الكشف المبكر، ذكرت سوسان من خلال تصريح لصحيفة “الحرية”، أن المشكلة في الأعراض المبكرة للسرطان، تتداخل مع طيف واسع من الأمراض الأخرى، لذلك يدخل السرطان بالتشخيص التفريقي لعدة أمراض، ومن الأعراض المبكرة للسرطان: النقص المفاجىء في وزن الطفل، والصداع وخاصة الصداع الصباحي المزمن، والمترافق مع إقياءات، والذي قد يخفي وراءه أحد أشكال أورام الدماغ، كذلك الألم الهيكلي وخاصة المترافق مع كدمات أو نزوف نقطية على الجلد أو نزوف لثوية أو رعاف متكرر، والذي قد يعبر عن أحد أشكال (سرطان الدم)، أيضاً تورم العظام المؤلم وغير المؤلم أو تورم الأنسجة الرخوة، والذي قد يشير (لسرطانات العظام)، أو أورام النسج الرخوة، أما تورم العقد اللمفية في الرقبة أو تحت الإبط أو في المنطقة المغبنية، والذي قد يشير لوجود (سرطان العقد اللمفية) وأشكال أخرى من الأورام، والالتهابات المتكررة والترفع الحروي غير المفسر والذي يستمر لأكثر من “أسبوعين”، كل تلك الأعراض؛ تدفعنا لوضع الأورام ضمن التشخيصي التفريقي، ومن أعراض سرطان شبكية العين، الجحوظ العيني أحادي أو ثنائي الجانب، اللون الأبيض للحدقة خاصة عند الأطفال الأصغر من ٥ سنوات.
لافتة إلى أنّ كبر حجم البطن، والشحوب الشديد، والتعب والوهن المزمن، كلها أعراض تحتاج للمتابعة لدى طبيب الأطفال، إلا أن جميع الأعراض السابقة ووفقاً لرأيها، قد تترافق مع “حالات سليمة” وأمراض اخرى، محذرة رغم ذلك؛ بأنه يجب ألا يغيب السرطان عن تفكيرنا.
اختبارات
أما عن الاختبارات لتشخيص السرطان، أوضحت سوسان أنها تختلف حسب عمر الطفل والسرطان المشتبه، مبينة أنه في سرطان الدم قد نلجأ لإجراء تحليل دم لتعداد الكريات الدم الشامل، وفي حال كانت النتائج غير طبيعية، ممكن إجراء بزل للنقي لاستكمال الدراسة بالاختبارات المناسبة، وفي الأورام العظمية، تلعب الصور الشعاعية البسيطة والطبقي المحوري والرنين دوراً في الاشتباه بالورم العظمي، ويتم إثبات التشخيص بإجراء الخزعة لإجراء دراسة نسيجية، أما أورام العين، فتكون بإجراء استشارة عينية والفحص العيني تحت التخدير العام، أما بالنسبة للأورام الدماغية، فيجرى رنين مغناطيسي للدماغ، وبصورة عامة تلعب التحاليل الدموية والاستقصاءات المخبرية والشعاعية والدراسة النسيجية دوراً اساسياً في التشخيص.
خيارات العلاج
وعن خيارات العلاج المتاحة للأطفال المصابين بالأورام والتي يمكن أن تساعد الآباء على معرفة ما يمكن أن يتوقعوه في مراحل العلاج المختلفة، ترى سوسان أن العلاج الكيماوي والعلاج الشعاعي والجراحة، تعد الخطوط الأساسية للعلاج، إلا أن الحاجة لاستخدامها تختلف حسب نوع السرطان، فالعلاج الكيماوي يختلف من نوع سرطاني لآخر، كذلك مدة العلاج وطريقة إعطاء الدواء، وليس كل أنواع السرطان تحتاج للعلاج الشعاعي، وأن الجراحة قد تكون خطاً رئيسياً في الأورام الصلبة، بينما لا دور لها في الأورام الدموية.
اختلاطات المعالجة
أما عن اختلاطات المعالجة التي يجب أن يتوقعها الأهل ووفق رأي سوسان، فهي تختلف من علاج لآخر.
فالعلاج الكيماوي، قد يترافق مع تثبيط سلاسل الدم، وبالتالي حدوث فقر الدم أو النزف أو الالتهابات المتكررة وذلك بسبب نقص المناعة، وهنا تنصح سوسان بأنه يجب الابتعاد عن أماكن الازدحام والأشخاص المرضى، والالتزام بوضع الكمامة، كما قد نضطر لنقل مشتقات الدم للحفاظ على قيم مقبولة للخضاب والصفيحات الدموية، وكذلك إعطاء الأدوية المنشطة للنقي، مضيفة: إن فقدان الشهية هو أيضاً نتيجة متوقعة للعلاج الكيماوي، كما يتم التغلب عليه بأخذ وجبات صغيرة متعددة من الأطعمة المحببة للطفل.. النظيفة والصحية، لافتة إلى أن القلاعات الفموية الشديدة قد تترافق مع العلاج، وتكافح بإجراء “مضامض” متكررة بمستحضرات معينة، وهنا أشارت سوسان إلى أن الأطباء يعملون خلال هذه الفترة، على مراقبة وظائف الكلية والكبد طوال فترة العلاج، مع اختبار وظائف العضلة القلبية عند استخدام بعض الأدوية.
العلاج الشعاعي
أما عن العلاج الشعاعي فقد أوضحت سوسان أنه يترافق مع تثبيط نقي أو حروق جلدية في أماكن العلاج، بالإضافة للتأثيرات بعيدة الأمد والتي قد تشمل التليف أو السرطانات الثانوية أو قصر بعض الأعضاء (كما في قصور الدرق التالي لتشعيع العنق).
العلاج الجراحي
و هنا بينت أن العلاج الجراحي يشمل اختلاطات التخدير و النزوف أثناء و بعد الجراحة والألم، ونوهت سوسان بأن جميع الاختلاطات السابقة لا تمنع من العلاج، ويتم تدبيرها من قبل الطبيب المعالج غالباً بنحاح.
الدعم النفسي والأسري
كما أشارت سوسان إلى أهمية دور العلاج النفسي والدعم الأسري والاجتماعي، سواء للطفل أو للأهل ومرافقي المريض، فمنذ اللحظة الأولى لتشخيص المرض، يتم الشرح خطوات العلاج للطفل، بما يتوافق مع عمره وقدرته على التقبل بعبارات بسيطة ومفهومة، في حين يتم إخبار الأهل بالحقائق كاملة من ناحية المرض وإنذاره وطريقة العلاج، والاختلاطات المتوقعة للعلاجات المستخدمة، كل ذلك يفضل بوجود فريق مدرب لتسهيل تقبل الأهل والطفل للحالة المرضية، كذلك أثناء فترة العلاج الطفل.