الحرية- عثمان الخلف:
نظمت مديرية الشؤون السياسية في دير الزور ندوة حوارية بمدينة الميادين حملت شعار: «سوريا الجديدة بين الحرية والمسؤولية: مجتمع قوي ودولة قوية» قدّمها الباحث والمفكر السياسي الدكتور ياسر العيتي.
العيتي سلّط خلال الندوة الضوء على مفاهيم الحرية المسؤولة، ودور المواطن في بناء مجتمع متوازن يحترم القانون ويعزّز قيم المواطنة، ودور المؤسسات القوية في دعم التحوّل الديمقراطي وضمان الحقوق والواجبات، مُبيناً أن عملية بناء سوريا الجديدة ترتكز على مُحددات المواطنة والشراكة بين مكونات المجتمع السوري، بلا إقصاء أو تهميش لكل من يهمه النهوض بالبلد واستعادة دوره الذي حوله النظام البائد إلى دورٍ هامشي على مستوى المنطقة والعالم.
وأضاف العيتي: إن عملية البناء تحتاج السوريين ككل ممن آمن بوطنه وسعى ليكون قوياً مُعافى، بعيداً عن أي تكتلات ومحاور لم تجلب الخير لسوريا.
ولفت العيتي إلى أن عملية التحول السياسي الجارية وضعت نصب أعينها وحدة واستقرار سوريا وتعزيز الشراكة المجتمعية، رافضةً كل محاولات الفيدرلة والتقسيم، وتعزيز أسس التعاون مع العالم العربي الحاضنة الرئيسية لأي دور تضطلع به، وتقوية أواصر هذا التعاون بمختلف أنماطه، أكان ذلك سياسياً أم ثقافياً أم اقتصادياً، والانفتاح على دول العالم ضمن مفهوم الاحترام وتبادل المصالح، مشيراً إلى الخطوات المتقدمة التي سجلتها سوريا سياسياً واقتصادياً وتفعيل حركة الدبلوماسية إقليمياً ودولياً، الأمر الذي سارع في عملية الاعتراف الدولي بالمشهد السياسي الجديد.
وختم العيتي بالقول: إن ما تتطلبه هذه المرحلة المهمة من حياة السوريين بعد خلاصهم من القهر والاستبداد الذي مارسه النظام المخلوع، هو التكاتف والتعاون بين مفاصل عمل الدولة، إن في السياسة أم الاقتصاد أم في الاجتماع للعبور بسوريا الوطن إلى بر الأمان، وما يضمن الاستقرار والتعايش بين أبناء هذا البلد، مؤكداً أن التعافي جارٍ بخطوات ثابتة وواثقة، ومدروسة بلا شك، موجهاً التحية لأرواح الشهداء وأنين الجرحى وأوجاع ذويهم التي أثمرت حرية سقفها السماء، ولا يمكن التفريط بمكتسبات كهذه تعمدت بدماء ثورة شعبٍ أبى الخنوع والذل.
هذا وتخللت الندوة نقاشات وحوارات أدلى بها بعض الحضور أكدت أهمية تفعيل العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين بالدماء، وتعزيز الجانب الخدمي في ديرالزور، مطالبين بتوصيف مدينة ديرالزور التي طالتها آلة النظام البائد العسكرية بالدمار والخراب، كمدينة منكوبة ولحظها بشكل عاجل في عمليات إعادة الإعمار، لإعادة المهجرين، إضافة للعمل الجاد على ضبط السلاح ومعاقبة المخالفين كخارجين عن القانون، وغيرها من طروحات بالشأن العام ما يهم أهالي المحافظة ككل.