سوريا والبرازيل.. شراكة خضراء تطل من بوابة المناخ

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية _ أمين سليم الدريوسي:

من قلب غابات الأمازون، حيث تحتضن البرازيل قمة المناخ (COP30) تطل سوريا غداً بحضور دبلوماسي متميز يحمل رسالة أمل وتعاون، من خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني إلى البرازيل، إذ تمثل هذه الزيارة أكثر من مجرد مشاركة في مؤتمر دولي، فهي إعلان عن عودة سوريا إلى الحضور الدولي الفاعل، من خلال بوابة إنسانية تلمس شغاف الوجدان العالمي، إنها قضية المناخ.

– لقاء يحمل بصمة إنسانية

في هذا اللقاء التاريخي، الذي يجمع ضفتي الفرات والأمازون، تبرز سوريا ليس فقط كدولة عانت من الحرب، بل كدولة تملك إرثاً حضارياً وطموحاً تنموياً يجعلها شريكاً لا غنى عنه في معادلة العمل المناخي الدولي، فالزيارة تضع أسساً متينة لشراكة استراتيجية مع البرازيل، إحدى أهم دول الجنوب العالمي، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادل التقني.

– سوريا تقدم نموذجاً للصمود البيئي

على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أن حضورها في قمة المناخ يؤكد إصرارها على تحويل التحديات إلى فرص، فالتجربة السورية في إدارة الموارد الشحيحة وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين في أوقات الأزمات تقدم دروساً ثمينة للعالم في مجال التكيف المناخي وترشيد الاستهلاك، هذه الخبرة المكتسبة بثمن باهظ يمكن أن تسهم في صياغة سياسات مناخية أكثر واقعية وعدالة.

– البرازيل وسوريا.. شراكة تكميلية واعدة..

اللقاء المتوقع بين الرئيسين الشرع ولولا دا سيلفا لن يكون مجرد لقاء بروتوكولي، بل هو التقاء مصالح متكاملة، فالبرازيل بوصفها واحدة من الدول الرائدة في مجال الزراعة المستدامة والطاقات المتجددة، يمكنها أن تقدم الدعم التقني والخبرات التي تحتاجها سوريا في مرحلة إعادة الإعمار، وفي المقابل يمكن لسوريا أن تكون جسراً للبرازيل نحو تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط، ما يعزز التضامن بين دول الجنوب.

– نحو مستقبل أخضر مشترك..

المشاركة السورية في القمة تمثل فرصة ذهبية لتسليط الضوء على الرؤية السورية للتنمية المستدامة، التي تضع الإنسان والبيئة في صلب اهتماماتها، ومن خلال التركيز على مشاريع الطاقة المتجددة، والحفاظ على التنوع البيئي، ومكافحة التصحر، تثبت سوريا أنها شريك جاد في مواجهة التحديات البيئية العالمية.

– تحديات تنتظر الحلول الإبداعية..

بطبيعة الحال، فإن الطريق نحو تحقيق هذه الطموحات ليس مفروشاً بالورود، حيث تواجه سوريا تحديات لوجستية وتقنية تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية لدعمها.

لكن الحضور السوري في هذه القمة يرسل رسالة واضحة بأن سوريا مستعدة للتعاون مع كل الشركاء الدوليين الجادين لتحقيق التنمية المستدامة، وأنها تعول على دعم الأصدقاء لمساعدتها في تذليل العقبات التي تواجهها.

– بداية طريق واعد

قصارى القول: زيارة الرئيس الشرع إلى البرازيل تمثل بداية طريق جديدة في الدبلوماسية السورية، طريق يعتمد على بناء الجسور ويعزز لغة الحوار والتعاون، إنها خطوة عملية تجاه إعادة دمج سوريا في المحيط الدولي، من خلال بوابة التعامل مع القضايا العالمية المصيرية التي تهم جميع الشعوب بدون استثناء.

فمن بيليم، تعلن سوريا للعالم أنها، رغم كل ما مرت به، ما زالت قادرة على العطاء والإسهام في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

Leave a Comment
آخر الأخبار