الحرية- زهير المحمد:
يتفق الجميع أن سوريا قد ولدت من جديد بعد التخلص من النظام الفاسد والمجرم وهذه الولادة التي أوجدت تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية من الصعب تجاوزها من خلال قرارات وإجراءات لا تأخذ بعين الاعتبار تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري بكل مكوناته الإثنية والدينية والسياسية، وهذا ما دفع القيادة الجديدة والسيد الرئيس أحمد الشرع إلى تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد مستقبلاً ليدشن مرحلة جديدة من المشاركة الشعبية في وضع الرؤى المستقبلية لمسيرة البلد، هذه البلد التي تعاني ما تعانيه من مشكلات وآلام وندوب خلفتها سنوات الحرب على امتداد عقد ونصف العقد تقريباً وفي ظل نظام ديكتاتوري استفرد بالسلطة لأكثر من نصف قرن.
إن المسؤولية المناطة باللجنة مسؤوليات كبيرة وأعتقد أن وضع التصورات وتأمين المناخ المناسب واختيار المشاركين في المؤتمر يحتم عليهم أن يكون هؤلاء من أصحاب الخبرات السياسية والاقتصادية والتشريعية ويتمتعون بحس المسؤولية إضافة لكونهم يمثلون أطياف المجتمع ويتبنون القضايا التي تسعى لتحقيقها قواعدهم الشعبية.
صحيفة “الحرية” رصدت عبر لقاءاتها مع عدد من المواطنين آراءهم وتوصياتهم لنجاح أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، وكانت البداية مع المحامي علي بركات والذي اعتبر أنه وللوصول إلى نتائج إيجابية ينبغي أن تكون اللجنة ممثلة للشعب السوري ككل ومعروف عنها النزاهة والوطنية والإخلاص والمصداقية، والنقطة الأهم ينبغي أن تستقي اللجنة المشكلة تأييداً من قواعدها الشعبية، إذ إنه من المفروض أن تطلع اللجنة جمهورها بخطتها وتوجهاتها، فالتغيير الحقيقي يبدأ عندما يكون هناك تفاعل حقيقي بين أبناء المجتمع وصناع القرار.
بدورها المواطنة أحلام إبراهيم اعتبرت أن التحدي الأبرز الذي سيكون أمام اللجنة الوطنية هو مقدرتها على التمثيل الحقيقي للسوريين جميعاً من دون أي استثناء، مؤكدة على ضرورة أن تضع اللجنة أولويات في خطة عملها بمقدمتها مناقشة القضايا الوطنية الكبرى والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، لإيجاد أسس متينة لمستقبل يقوم على التوافق الوطني والإصلاح الشامل، لافتة إلى أهمية وجود ممثلين باللجنة عن السوريين في الخارج الذين هجرهم النظام البائد من بلادهم، منوهة بأهمية إشراك المرأة السورية باللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني.
من جانبه أكد الأستاذ حسين العلي بأن الحوار الوطني في سوريا انطلق فعلياً منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة السورية، فبعد إسقاط النظام البائد شهدت معظم المحافظات السورية حراكاً مجتمعياً واسعاً وشكل التفاعل الشعبي قاعدة صلبة استندت إليها اللجنة التحضيرية في تحديد المحاور الأساسية التي سيناقشها مؤتمر الحوار الوطني.
ونوه العلي بأهمية اختيار أعضاء المؤتمر الوطني ممن يتميزون بالوطنية والكفاءة وأن يكونوا خير ممثلين عن تطلعات وطموح الشعب السوري.
هذه بعض آراء وتمنيات تراود السوريين في مرحلة جديدة يتطلع لها الناس في الداخل والخارج وفق ما قاله المواطن أمين الأحمد والذي أشار إلى بدء جلسات حوارية تمهيدية انطلقت في محافظة حمص التي تعتبر عاصمة الثورة وواسطة العقد في سوريا الحبيبة.
فيما رأى المواطن غسان سليمان أن الحوار قد بدأ منذ الأيام الأولى لتولي القيادة الجديدة مسؤولياتها والتقائها وفوداً تمثل مكونات الشعب السوري، مع تأكيد أن زيارة الرئيس الشرع وبعد توليه سدة الرئاسة لمحافظات إدلب وحلب واللاذقية وطرطوس ولقاءاته الميدانية مع الناس هو استكمال وترجمة لأهمية الاطلاع عن كثب على الواقع الذي يعيشه الشعب وكل ذلك يمكن أن يمنح اللجنة التحضيرية مؤشرات عملية لكيفية استمزاج آراء الناس ومشكلاتهم وتطلعاتهم.