الحرية – علام العبد:
هدوء وترقب يشهدهما سوق اللحوم في القلمون بمحافظة ريف دمشق حالياً، ربما بسبب عوامل مثل ارتفاع أسعار اللحوم أو تغيرات في الطلب، أو انتظار قرارات جديدة بشأن الاستيراد أو الإنتاج. يترقب التجار والمستهلكون تأثيرات العوامل المختلفة مثل أسعار اللحوم المحلية، وتوفر الأنواع المختلفة من اللحوم.
ويرجع متابعون لسوق اللحوم أن هناك أسباباً محتملة لهذا الهدوء والترقب تكمن في التغيرات التي طرأت على العرض والطلب، وقد تكون هناك تغيرات في المعروض من اللحوم، سواء بسبب الإنتاج المحلي أو غيره، ما يؤثر على الأسعار ويجعل الأسواق تترقب التطورات.
في هذا الصدد يوضح الاقتصادي سمير محمود زيدان ،أنه يمكن أن تلعب العوامل الاقتصادية دوراً في هذا الهدوء، مثل ارتفاع أسعار اللحوم بسبب عوامل متعددة (مثل أسعار الأعلاف أو سعر الصرف)، ما يدفع المستهلكين للترقب وتأجيل الشراء.
موضحاً في تصريح لـ” الحرية” أنه قد تكون هناك تغيرات موسمية في الطلب على اللحوم، ما يؤثر على حركة السوق ويجعله في حالة ترقب لحين انتهاء هذه الفترات، لافتاً إلى أنه قد يكون هناك ترقب لقرارات جديدة تتعلق باستيراد اللحوم أو تنظيمات جديدة في السوق، ما يضع السوق في حالة انتظار.
وفي ظل ما تشهده الأسواق المحلية في القلمون وغيرها من المناطق السورية من استقرار نسبي في أسعار اللحوم الحمراء، مع توافر المعروض المحلي وتذبذب تكلفة الأعلاف وتكاليف النقل، ويأتي ذلك في ظل اتجاه المستهلكين إلى التنويع في مشترياتهم مع قرب موسم الشتاء وارتفاع الطلب على الأطباق المنزلية.
ويشير الشيف مروان محمود زغيب أبو ريان صاحب محل لبيع اللحوم إلى أن الهدوء النسبي في الأسعار يرافقه تراجع الإقبال على الشراء الذي في الغالب لا يكون لصالح البائع الذي يقع اليوم بين نارين، إذا خفض سعر اللحمة يخسر وإذا رفع سعرها يخسر بسبب عدم الإقبال على الشراء وهذا الحال قد يستمر خلال الفترة القادمة ما لم يطرأ تغيير في أسعار الأعلاف وأجور النقل.
مشيراً إلى أن سعر كيلو غرام الغنم واقف بيع اليوم بـ 55 ألف ليرة سورية، ويحذر بعض المراقبين من احتمال ارتفاع اللحوم خلال فصل الشتاء بسبب التوقف عن الرعي واللجوء إلى الأعلاف الجاهزة.
وقالت فاطمة الديرعطاني، ربة منزل: الأسعار اليوم غير مريحة ولا تتناسب مع الدخل، وهذا لا يتيح لنا تنويع الوجبات ونشعر بقلق من جراء الضغط على ميزانية الأسرة.
وأشار موفق مشلح، خبير اقتصادي زراعي الى أن مراقبة تكلفة الأعلاف المحلية وأسعار العملات تؤثر بشكل مباشر على أسعار اللحوم، ويجب دعم المنتج الوطني للحفاظ على توازن السوق.
يبقى استقرار أسعار اللحوم الحمراء في السوق السوري اليوم انعكاساً للتوازن بين وفرة المعروض المحلي واستقرار تكاليف الأعلاف والنقل، ورغم هدوء الأسعار، يحث الخبراء على متابعة تطورات تكلفة الإنتاج والتغيرات الموسمية في الطلب، تحضيراً لأي تقلبات محتملة مع دخول فصل الشتاء على خط المواجهة حيث يصبح اللجوء إلى شراء الاعلاف بالسعر الذي يفرضه التجار أمراً لابد منه. في ضوء ذلك، يُنصح المستهلكون والتجار بالاستفادة من الأسعار الحالية وتنويع مصادر الشراء لتعزيز أمنهم الغذائي والحفاظ على مستويات مستدامة للمخزون خلال الأشهر المقبلة.