الحرية – علام العبد:
استطاع المقاتل السوري عبدالله أبو حميد من بلدة جرجناز في ريف إدلب الجنوبي التي تتبع لمنطقة معرة النعمان، أن يفكك أكثر من ٨٠ لغماً بأنواع وعيارات مختلفة في أراضي البلدة، ودون معدات أو أي مساعدة من أحد.
وتنتشر الكثير من الألغام في محيط البلدة المذكورة، والمقاتل أبو حميد مستمر في عمله لحين الانتهاء من تفكيك كافة الألغام الموجودة في محيط البلدة من بقايا النظام البائد، ومن سنحت له الفرصة اليوم لمراقبة المقاتل أبو حميد وهو يعمل بجد ونشاط، يصل إلى قناعة مفادها أن الوطن بحاجة إلى من يحميه ويغار عليه.
وفي تصريح للمقاتل الشاب أبو حميد لصحيفة الحرية، أكد أنه لن يتوقف حتى ينتهي من تفكيك كل ألغام البلدة.
وأضاف: هذه المبادرة التي أقوم بها شخصية من تلقاء نفسي ولا أنتظر دعماً من أحد، حتى إن وقود دراجتي النارية أشتريه على حسابي الخاص وجميع مستلزمات العمل على نفقتي الخاصة.
يذكر أن في ريف إدلب مدنيين يبتكرون كاسحة ألغام بجهود فردية وأدوات بسيطة، في محاولة لإعادة زراعة أراضيهم بعد تنظيفها من الألغام المنتشرة بكثرة، والتي باتت تشكل خطراً كبيراً على حياة الأهالي، حيث فقد العديد منهم حياته خلال الأيام الماضية.
وحسب مصادر مطلعة في الدفاع المدني السوري في إدلب، تشهد سورية بشكل يومي انفجارات لمخلفات الحرب، موقعة ضحايا مدنيين، إذ تنتشر مئات الآلاف منها على مساحات واسعة كموت مؤجل، خلفتها حرب النظام البائد وحلفائه على السوريين، وتهدد هذه المخلفات حياة السكان وتمنعهم من الاستقرار والعودة لمنازلهم والعمل في مزارعهم، وتعمّق فجوة الاحتياجات الإنسانية.
وأشارت المصادر إلى أن الخطر الأكبر الناتج عن انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة، يتعلق بالخسائر البشرية وتهديدها المباشر لحياة السكان، وفي كثير من الأحيان تؤدي الإصابة بانفجار الألغام والذخائر غير المنفجرة إلى فقدان الأطراف وترك عاهات دائمة.
ولفتت المصادر إلى أن انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة يعوق عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم، ويقوض أي مشاريع تعمل على تنمية المجتمعات وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة، ويعمق فجوة الاحتياجات الإنسانية، ويولّد انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة حالة من القلق والخوف لدى المجتمعات المحلية، ما يدفعهم للتنقل إلى مناطق أكثر أمناً، ويؤدي إلى حالات نزوح داخلية، تشكل ضغطاً كبيراً على المناطق الأخرى التي تم النزوح لها.
وبينت المصادر أن من الآثار السلبية لانتشار الألغام هو تأثيرها على الجانب الاقتصادي للمجتمعات المتضررة، وخاصة أن أغلب حقول الألغام موجودة في مناطق تعتمد على الزراعة كمردود اقتصادي رئيسي، ما يؤدي إلى تعطيل القدرة على استثمار هذه الأراضي.