شابة تحول الجبس إلى فن نابض بالحياة 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- وداد محفوض:

استطاعت المهندسة فاطمة عمران  أن تحوّل الكونكريت الصلب إلى فن نابض بالحياة، وأن تجعل من حلم صغير مشروعاً يفتح أمامها أبواب المستقبل، ويروي قصة شغف ونجاح تستحق أن تُروى.

ومن قوالب سيليكونية بسيطة، وبضع كيلوات من الجبس ومواد البناء، صنعت  عمران قطعاً فنيةً مدهشةً من التحف والقطع الديكورية العصرية، فازات أنيقة، صوانٍ مميزة، حوامل شموع، وإطارات صور، كلها خرجت من بين يديها بروح إبداعية ملونة، ولمسات جمالية راقية وجعلت كل قطعة تحكي قصة من حياة وروح.

وفي لقاء لصحيفتنا “الحرية” تحدثت عمران عن رحلتها  التي بدأت منذ نحو عام فقط، بعد تخرجها في كلية الهندسة الزراعية، ومعها حلم صغير وإصرار كبير.

انطلقت من غرفتها في منزل العائلة بمبلغ لم يتجاوز 300 ألف ليرة (20 دولاراً حينها)، اشترت به بعض المستلزمات البسيطة لتجرب تشكيل الكونكريت وصبه في قوالب سيليكونية،  لم تكن تتوقع أن يتحول هذا الشغف إلى مشروع ناجح ومصدر رزق دائم.

وأضافت عمران: فن التصنيع بالكونكريت، ليس فقط لإنشاء المباني، بل تحول إلى تطور فني معاصر في عالم الديكور،  فهو مادة متينة، آمنة، صديقة للبيئة، وطويلة العمر، إضافة إلى تكلفته المنخفضة مقارنة بالخشب والمعادن.

ونوهت أنها رأته خياراً عملياً وجذاباً لعشاق الجمال، ورافداً اقتصادياً لها كمشروع صغير قابل للتطور والنمو.

ولفتت  أن فكرة المشروع أتت بعد خضوعها إلى دورة تدريبية متخصصة بفن الكونكريت،  بتشجيع من مدرب المؤسسة التي كانت تعمل بها وتعنى بالفنون، مضيفةً إنها اكتشفت بهذا الفن مساحة واسعة للإبداع، بمرونة المادة وسهولة تشكيلها، وأصبحت تصمم تحفاً مدهشةً بألوان وأساليب متعددة،  ومع كل قطعة، تضع بصمتها الخاصة التي تعكس حبها للتفاصيل ودقتها في التنفيذ.

وذكرت عمران أنه سرعان ما لاقت أعمالها رواجاً، خصوصاً عبر متجرها الإلكتروني “Fatima Gallery” الذي تعرض فيه منتجاتها بطريقة احترافية، جعلت زبائنها يشعرون أن كل قطعة مصممة خصيصاً لهم، فهي لا تكتفي بالعرض، بل تستمع لذوق كل عميل، تطلع على ألوان وأثاث منزله، ثم تصمم قطعاً متناغمة مع شخصيته وذوقها.

و أكثر ما يميز أعمالها أنها تحول تحفها إلى هدايا استثنائية في المناسبات المختلفة كإطارات صور للعروسين، شمعدانات تحمل لمسة رومانسية، أو صمديات ديكورية تبعث على الراحة والتجدد، ولأن أسعارها معقولة، أصبحت خياراً محبباً للأسر التي تبحث عن تغيير مستمر في ديكورات منازلها.

وأضافت عمران إنها ورغم نجاحها وانتشارها، لا يزال ضيق مساحة العمل يعيق عملها، إذ ما زالت تصنع تحفها من غرفتها الصغيرة وتعرضها على رفوف ساعدها والدها في تركيبها،  مؤكدةً أن دعم عائلتها المستمر كان الحافز الأكبر لها لتتجاوز الصعوبات، وتواصل البحث والتعلم عن أحدث أساليب التلوين ومزج الألوان، وابتكار قوالب فريدة.

مؤكدة إيمانها بأن الصدق مع الزبون، والالتزام بالمواعيد، والتغليف الأنيق كلها مفاتيح أساسية لكسب ثقة الناس وترك انطباع راقٍ يدفعهم للطلب مجدداً.

وفي ختام حديثها، توجهت بنصيحة للشباب المقبلين على إطلاق مشاريعهم الخاصة، أنه قبل اختيار فكرة المشروع، عليهم أن يتعلّموا كيف يسوّقون منتجهم،  فالتسويق هو المفتاح الحقيقي للنجاح، لأنه يواكب التقنيات الحديثة ويكشف مهاراتهم للعالم، وأكدت أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أحلامهم، بل يجب أن يسعوا إليها بالصبر والعمل والبحث المستمر.

Leave a Comment
آخر الأخبار