الحرية- باسم المحمد:
بعد أكثر من عشرة أشهر من الحركة الكثيفة والنشيطة للدبلوماسية السورية، بهدف إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي، وحاضنتها العربية والإقليمة، ورفع العقوبات الظالمة عن الشعب السوري، تكللت هذه الجهود بانفتاح عالمي وعربي أعاد الثقة إلى قلوب السوريين بإمكانية النهوض ببلدهم، وإعادتها إلى مكانتها المرموقة عبر التاريخ.
ولعل بداية هذا الشهر تشير إلى أن المسؤولين عن الاقتصاد السوري، قد تلقفوا شعلة النجاح السياسي والدبلوماسي، وبدؤوا بالبناء استعداداً للمرحلة القادمة بهدوء ونشاط لا يقل براعةً عن زملائهم في الشق السياسي.
فانطلق وزراء الاقتصاد والصناعة والمالية والطاقة والإعلام والاتصالات وحاكم مصرف سوريا المركزي ومديرو المؤسسات في جولات خارجية، لشرح الرؤية السورية للمستقبل، وتقديم التطمينات لرأس المال العربي والأجنبي لاستقطابه وإعادة الحياة إلى الاقتصاد السوري الخامل والمنهوب منذ سنوات طويلة.
هذا بالإضافة إلى دراسة متأنية لوضع القطاعات الاقتصادية، وتشريح القوانين والأنظمة، وإعادة هيكلة وزارات الدولة ومؤسساتها واتحاداتها، وإقامة المؤتمرات والمعارض وورشات العمل، بما يخدم التحديث والتطوير المنشود، ويحقق الحماية الاجتماعية للطبقات الهشة التي عادة ما تعاني في بدايات عمليات التحول الاقتصادي..
عادة ما يوصف رأس المال بأنه جبان، لكن في القاموس السوري يجب ألّا تذكر هذه الكلمة، إذ إن تضحيات الشعب السوري وصبره ونجاحه منقطع النظير يجب أن ينطبق أيضاً على رجال أعماله الذين لبّى الكثير منهم حملات التبرع على مساحة الوطن، إلّا أن ذلك لا يعفيهم من واجبهم التاريخي بمساندة بلدهم وأهلهم.
هذه المساندة يجب ألّا تقتصر على العمل الخيري، بل يجب أن تتطور وتتوسع نحو الاستثمار المنتج في قطاعات البلد الرئيسة من زراعة وصناعة وسياحة، وبالتأكيد فإن هذا الأمر لن يكون صدقة، بل سيعود عليهم بالفوائد والأرباح المجزية، فسوريا تعدّ بلداً بكراً في ميدان الاستثمار، فيها موارد طبيعية متنوعة وكوادر بشرية خبيرة، قادرة على تحقيق المنجزات، واجتراح المعجزات.
إنّ حالة التردد والانتظار لن تكون في صالح “الجبناء” من المستثمرين السوريين، فالشركات الدولية تنشط في دراسة الفرص على الأرض، والوقت لن يكون في صالح من يتأخر، كما أن الجهات الحكومية شرّعت أبوابها أمام الجميع للحوار والنقاش، وأبدت استعدادها لتذليل العقبات ودراسة المقترحات، لذلك فالجميع بانتظار أبناء الوطن ليساهموا جميعاً في بناء سوريا الجديدة.. المشرقة.