الحرية- عمران محفوض:
خلال أيام كان الإعلان، وفجأة تم التنفيذ.. إنه “المنتدى الاستثماري السوري – السعودي”، بداية الكلام الفصل للمملكة العربية السعودية في المستقبل الاقتصادي لسوريا: “عندنا ثقة بأن السوريين سينهضون باقتصاد بلادهم.. والمنتدى سيكون شرارة استثمارات قادمة الى دمشق”.
وأكثر من ذلك، فالمنتدى لم يكن سوى خطوة أولى على طريق طويل من الشراكات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، حيث قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح: “مقبلون على إقامة استثمارات مهمة في سوريا تشمل جميع المجالات وفي مقدمتها الطاقة والعقارات والصناعة والبنية التحتية والخدمات المالية والصحة والزراعة والاتصالات وتقنية المعلومات والمقاولات والتعليم وغيرها”.
وكأن المنتدى يريد أن يوجه رسائل للقاصي والداني، وفي جميع الاتجاهات بأن ..
– السعودية تتقدم الجهود العربية والدولية نحو دعم استقرار سوريا وإعادة إعمارها، وفق رؤية تنموية متكاملة.
– يأتي هذا المنتدى لمساعدة الاقتصاد السوري على استعادة عافيته، وذلك في أعقاب رفع العقوبات، بما يمهد الطريق لانطلاقة اقتصادية جديدة لسوريا.
– يؤكد انعقاد المنتدى حرص السعودية الراسخ على الدفع بمسار النمو الشامل في سوريا، من خلال تمكين القطاع الخاص، وتوسيع الفرص الاستثمارية، وتكريس الاستقرار كدعامة أساسية لزيادة الإنتاج، وتحسين المستوى المعيشي لجميع السوريين.
– إن البيئة القانونية والإدارية في سوريا أصبحت ملائمة لتوظيف مليارات الدولارات في بيئة الأعمال، وتنفيذ عشرات المشروعات الاستثمارية على أراضيها.
– يشكل الاستثمار أداة استراتيجية لتعزيز السلم الأهلي والاستقرار، ووسيلة عملية لبناء مستقبل مزدهر قائم على المصالح المتبادلة والعيش المشترك.
بصراحة، إن العدد الكبير للحضور السعودي في المنتدى، ومليارات الدولارات التي أعلنوا عن استثمارها في سوريا من خلال توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم، يشكّل نواة لشراكة اقتصادية واعدة بين السعودية وسوريا الجديدة، ويعكس ثقة المستثمرين السعوديين في آفاق الاقتصاد السوري وإمكاناته الواعدة، ويؤشر إلى حجم الزخم الاستثماري القادم، والاستعداد الكبير للتعاون طويل الأمد بين البلدين، فضلاً عن أن هذا المنتدى يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من المؤتمرات والمنتديات الاستثمارية في الأيام أو الأشهر المقبلة، وتالياً ابرام عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتنفيذ الكثير من المشروعات التنموية في جميع القطاعات والمحافظات أيضاً.