الحرية- سامر اللمع:
قدّم القائم بأعمال السفارة السودانية في دمشق، الدكتور أحمد إبراهيم حسن، الشكر باسم حكومة بلاده للدولة السورية وللشعب السوري على موقفهم الداعم للسودان في مواجهة ما يتعرض له من أعمال إرهابية تنفذها ميليشيا ما يسمى «الدعم السري»، مؤكداً أن هذا الموقف ليس غريباً عن الشعب السوري المخلص، ويعكس روح الأخوة بين الشعبين السوري والسوداني.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في مبنى السفارة السودانية بدمشق، شدّد إبراهيم على أن ما ارتكبته ميليشيا «الدعم السريع» في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب شهد بها القاصي والداني، مشيراً إلى أن ما وقع من استهداف عنصري وهتك للأعراض ونهب وسلب للممتلكات جرى في ظل تجاهل المجتمع الدولي لما ترتكبه هذه الميليشيا المتمردة.
وأوضح أن الميليشيا اقتحمت مدينة الفاشر يوم 26/10 الماضي، حيث قتلت عشرات الآلاف من المدنيين أثناء محاولتهم الفرار إلى أماكن آمنة، كما قتلت جميع المرضى والمرافقين في المستشفى السعودي بالمدينة والبالغ عددهم 460 شخصاً وفق إفادة منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن تشريد أكثر من400 ألف شخص من النساء والأطفال والمسنين إلى معسكرات اللجوء في شمال السودان.
واستعرض إبراهيم تسلسل الأحداث التي سبقت اقتحام المدينة، مبيناً أن الفاشر كانت محاصرة من قبل الميليشيا لمدة 570 يوماً، جرى خلالها قطع كافة الإمدادات عن نحو 650 ألف مدني، وتعرضت لأكثر من 264 هجوماً مسلحاً استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات المسيّرة، ما تسبب بمقتل المئات من سكان المدينة المحاصرة.
وأضاف أن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة، وأمام هذا الواقع والصمت العالمي، أعادت التموضع والانتشار وأخلت مواقعها في المدينة، الأمر الذي مكّن عناصر الميليشيا من الدخول إليها.
وأكد القائم بالأعمال أن الحكومة السودانية تكرر تحذيرها للمجتمع الدولي من مغبة غض الطرف عن الميليشيا المتمردة وما ترتكبه من جرائم بحق المواطنين العزّل، داعياً إلى اتخاذ إجراءات رادعة وتصنيفها كمنظمة إرهابية، ومعاقبة الدول التي تمولها وتتعاون معها حتى لا تتكرر هذه المآسي في مدن أخرى.

وأشار إبراهيم إلى أن حكومة بلاده رحبت بالمبادرة المشتركة حول السلام في السودان التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة الأخير إلى واشنطن الأسبوع الماضي، مؤكداً أن السودان يسعى لتحقيق السلام في كافة أنحاء البلاد بما يلبي طموحات الشعب السوداني.
تصوير: طارق الحسنية