يستغرب صمت العالم عن فظائع غزة..أردوغان: الأبواب فُتحت في سوريا وتتيح فرصاً تاريخية لإرساء السلام

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

متابعة- يسرى المصري:
بينما العالم يبدأ التحرك في لحظات تاريخية تحسب للأمم المتحدة، حيث يتوجه القادة والزعماء إلى نيويورك، كشف الرئيس طيب رجب أردوغان أن الأبواب فُتحت أمام مرحلة جديدة في سوريا تتيح فرصاً تاريخية لإرساء السلام والاستقرار الإقليمي الدائم.
وأكد أن دعم تركيا لنهوض سوريا مجدداً مع الحفاظ على وحدة أراضيها ووحدتها السياسية يصب في مصلحة المنطقة بأسرها.
وشدّد على أن تركيا ستواصل الوقوف في وجه أي محاولة من شأنها تهديد أمن وسلامة أراضي جارتها سوريا.
وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعم بلاده لاستقرار سوريا وازدهارها، معرباً عن أمله في أن تدعم الأمم المتحدة بناءها واستقرارها أيضاً.

وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي قبيل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة: إن تركيا لن تترك سوريا وحدها بعد أن حصلت على هويتها الحقيقية وحريتها، لتبدأ مرحلة جديدة مهمة نحو القوة والتطور.

وأضاف أردوغان: مضت مدة طويلة حتى حصلت سوريا على هويتها، الأمر الذي يبعث الراحة والطمأنينة في المنطقة، لافتاً إلى أنه التقى الرئيس أحمد الشرع في الدوحة ودعاه لزيارة أنقرة.

وعبّر أردوغان عن أمله في أن تؤدي الأمم المتحدة دوراً إيجابياً في بناء سوريا واستقرارها، لافتاً إلى أنه سيلتقي الرئيس الشرع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

من جهة ثانية، أكد الرئيس التركي أنه سيعطي الأولوية للحديث عن مجازر إسرائيل في غزة خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطينية من شأنه تسريع الجهود المبذولة من أجل حل الدولتين.
ويرى محللون أن الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة هذه السنة سيهيّمن عليها “الحرب في غزة”.
وعلى هامش تلك الاجتماعات برئاسة سعودية-فرنسية، سيعقد مؤتمر غداً الإثنين، حيث يتوقّع أن تعلن دول عدّة على رأسها فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين،

وكان عدد الدول التي تعهدت بالاعتراف بدولة فلسطين تزايد مؤخراً، حيث انضمت أكثر من 145 دولة إلى الدعوة إلى الاعتراف الدولي.

فقد أعلنت بلجيكا وأستراليا والبرتغال وكندا ومالطا مؤخراً عن خطط للانضمام إلى بريطانيا وفرنسا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ليرتفع بذلك العدد إلى أكثر من 145.

علماً أن معظم الدول التي اعترفت بدولة فلسطين فعلت ذلك عام 1988، عقب إعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة. وحذت حذوها العديد من الدول الأخرى غير الغربية في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين والعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

وفي ربيع عام 2024، اعترفت المزيد من الدول الأوروبية والكاريبية بدولة فلسطين، بما في ذلك بربادوس وأيرلندا وجامايكا والنرويج وإسبانيا.

“لا تخشوا ردود الفعل الإسرائيلية”

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رأى أمس أنه على العالم “ألا يخشى ردود الفعل الإسرائيلية على الاعتراف بدولة فلسطينية. واعتبر أن إسرائيل تواصل سياسة تقضي بتدمير قطاع غزة وضمّ الضفة الغربية. وقال في مقابلة مع فرانس برس: “سواء قمنا بما نقوم به أم لا، هذه الإجراءات ستستمر”.

أتى ذلك، بعدما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي بأغلبية ساحقة “إعلان نيويورك” (وهو مبادرة سعودية فرنسية لإحياء ودعم فكرة حل الدولتين)، الذي حدد “خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها” نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

وحول ما يحدث في غزة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لا يوجد تفسير لعدم القدرة على وقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، ويموت فيها الأطفال والرضع وكبار السن من الجوع، لمدة 23 شهراً.
وأكد أردوغان خلال الجلسة الموسعة لقمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين الصينية، أن حل المشكلات العالمية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تعزيز الجهود المشتركة على أساس التعاون والتعددية الفعّالة.
وأوضح أن من وجهة النظر التركية، فإن المنصة التي يجب أن يتجسد فيها هذا المفهوم، هي الأمم المتحدة التي قال إنها بحاجة ماسة إلى إصلاح جاد كي تتمكن من الاضطلاع بالمهام الموكلة إليها.
وشدد على أن من مسؤولية العالم أجمع جعل الأمم المتحدة منصة تمثل العدالة العالمية في مواجهة المظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ودعا أردوغان المجتمع الدولي للتفكير ملياً وإعادة النظر في عدم قدرته على منع قتل أكثر من 63 ألف فلسطيني في قطاع غزة، وعجزه عن وقف موت الأبرياء جوعاً.

وفي سياق آخر، أشار أردوغان إلى أن رؤية تركيا تقوم على حل المشاكل بالحوار والدبلوماسية والتعاون على أساس احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان.
وأشاد الرئيس التركي بمنظمة شنغهاي للتعاون، واصفاً إياها بـ”المنصة المهمة لتعزيز أمن الطاقة وتطوير الشراكات في مشاريع البنى التحتية الإستراتيجية”.
وأعرب عن أمله في تعزيز تعاون تركيا مع المنظمة التي قال إنها تمثل في يومنا مفهوم إيجاد حلول مشتركة للمشاكل.

Leave a Comment
آخر الأخبار