صناعة المعجنات تشهد رواجاً وإقبالاً لافتين في القلمون

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

تحظى صناعة فطاير المعجنات بإقبال كبير في مدن القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق حيث شهدت مدن مثل ديرعطية والنبك وقارة، انتشاراً ملحوظاً لمحلات صغيرة ومتوسطة مختصة في بعض صناعة الأطعمة التقليدية، وأضحت مورداً مالياً لكثير من الشباب والنساء، بعدما ظلت هذه الأكلات ” حكراً على ربات البيوت في أغلب الأحيان.
وحسب حسام محمود حسين- صاحب مطعم، فإن الحرفيين الشباب الذين يواجهون ظروفاً اقتصادية صعبة من جراء البطالة التي تحاصر الكثير منهم يتفنون اليوم في تحضير هذه الأطعمة، و باتت محلات المعجنات تبيع الفطائر بأنواعها المختلفة، وقد استفاد من هذا النشاط الكثير من الشباب الباحثين عن عمل.
وأوضح حسين في تصريحه لـ” الحرية”، بأن انتعاش هذا النشاط يأتي في مدن القلمون، في حين تشهد مدن أخرى تزايداً في الإقبال على ما يعرف ” أكل عالماشي” وتقوم فكرته بالأساس على تقديم فطائر أو وجبات صغيرة يمكن تناولها بشكل عابر، دون أن يكون ثمة مطعم أو محل يحتوي على طاولات وكراسي، لأن هذا الأمر يشكل عبئاً على صاحب المشروع، فيضطره إلى البحث عن عقار أكبر مساحة وربما أغلى من حيث الإيجار.
وانتشرت أفران صناعة الفطاير بشكل ملحوظ سواء في هذه المدينة أو تلك، ففي أغلب الشوارع والأحياء، ولاسيما الشعبية منها، ثمة محل أو اثنان لصناعة الفطائر التي أصبحت تزاحم محلات الوجبات السريعة كـ”البيتزا” و”الشاورما”.
في هذه الأمكنة، تفوح رائحة الخبز التقليدي المحضر في “أفران” خاصة به، فيقبل الزبون من بعيد خاصة في فصل الشتاء وغيره، وهي السر في اقتناص المارين عبر الشوارع.. كما أنّ الثمن البسيط له دور في “شعبية” هذه المأكولات مقارنة بالأكل العصري.
وعلى واجهة أغلب المحلات، تجد غالباً لافتة حملت الأسعار ونوعية الفطائر وغيرها، وداخل المحل يطالعك مجموعة من الشباب وهم يحضرون كمية كبيرة من العجين لأجل تلبية طلب الزبائن.
هناك نوعان من المحلات المختصة في بيع ” الفطائر”، الأول هو المحل الذي لا يبيعها إلّا لتأخذها معك إلى البيت، وأخرى يتم التوصية عليها عبر الهاتف ولكل فطيرة سعر .
يقول أحمد سيد علي، وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاماً يعمل في أحد المحال الصغيرة المخصصة لصناعة وبيع الفطائر الذي كان في وقت سابق من إبداع ربات البيوت، إنه يعمل في هذا المجال منذ أشهر بعد عودته من السعودية، ولم يجد صعوبة في التأقلم أو اكتساب المهنة.

ويرى سيد علي على غرار الكثير من أقرانه الممتهنين لهذا النوع من التجارة في حديثه مع ” الحرية ” أن الظروف الاجتماعية هي التي دفعته لامتهان طهو وبيع “الفطائر” في ظل نقص فرص العمل وشبح البطالة، مؤكداً أنّ هناك من يملك شهادة جامعية ويمتهن بيع الخبز التقليدي.
بينما يوضح عصام علي شاهين – فران، الذي كان يتحدث إلينا وهو منهمك في خلط العجين وتدويره أنه يحضر في اليوم الواحد ما يتراوح بين 500 إلى 600 ” فطيرة ” في حين كان زميله يطهو “الفطاير” في الفرن الذي يعمل على الغاز ، مشدداً على أن الناس تقتني هذه الفطائر بالنظر إلى مكانتها على المائدة السورية، إضافة إلى أن النساء أصبحن في غالبيتهن يعملن وبالتالي ليس لديهنّ الوقت الكافي لطبخ هذا النوع من المأكولات التقليدية في بيوتهن.
توافد كبير من قبل الزبائن تشهده محلات بيع الخبز التقليدي والفطائر ومختلف المعجنات في القلمون، طوال أشهر السنة، ولولا هذا التوافد من الزبائن كما يقول الكثير من التجار لما عرفت هذه المحلات رواجاً في كل مكان وفرضت ذاتها في سوق المأكولات.

Leave a Comment
آخر الأخبار