ضرب «فوردو».. هل ترامب متردد أم غير واثق أم يخشى التداعيات؟

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- متابعة: مها سلطان:

قلما تغيب منشأة فوردو النووية الإيرانية عن دائرة التركيز، وعن التساؤلات حول ما إذا كانت الولايات ‏المتحدة الأميركية ستزود إسرائيل بالقنابل اللازمة لتدميرها، أم أن الولايات المتحدة هي من سيقوم بذلك؟

ويبدو أن قرار ضرب فوردو ما زال يخضع للكثير من النقاش والتحليل مثله مثل القرار المتعلق ‏بالمشاركة الأميركية في الحرب الإسرائيلية على إيران. ولا يخفى أن ضرب أميركا لهذه المنشأة سيُعد ‏مشاركة مباشرة في الحرب، وربما يتم اتخاذ هذا القرار خلال الأسبوع المقبل، الذي وصفه الرئيس ‏الأميركي دونالد ترامب بأنه سيكون حاسماً، ما يعني أن الحرب مستمرة، وقد نشهد في الأيام المقبلة ‏قرارات أميركية حاسمة سواء لناحية المشاركة في الحرب أو لناحية ضرب منشأة فورود.. وهناك احتمال ‏ضئيل بفتح مسار تفاوض من نوع ما، حيث تتسع الجهود الدولية للتهدئة وهناك مزيد من الدول تعرض ‏الوساطة. ‏

لكن موقع «اكسيوس» الأميركي يقدم وجهة نظر أخرى حول ضرب منشأة فوردو، ويقول تحت عنوان ‌‏«شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتحصينات ضد إيران»: ترامب يضغط على ‏مساعديه بشأن مدى فعالية خطة قصف تحصينات إيران الضخمة، موضحاً أن الشكوك بعدم النجاح أحد ‏أسباب تردده في توجيه الضربة.‏

وأضاف أن مستشاري ترامب، قالوا إن سؤالاً رئيسياً يدور في ذهنه هذه الأيام مفاده : «إذا انضمت ‏الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل وألقت قنابلها الخارقة على التحصينات الضخمة، فهل ستدمر فعلياً ‏أكثر منشآت إيران النووية تحصيناً؟».‏

ويتابع: تعد شكوك ترامب بشأن يقين النجاح أحد أسباب استمرار تساؤله عما إذا كان سيمضي قدماً في ‏توجيه ضربة، وهو يريد التأكد من أن مثل هذا الهجوم ضروري، ولن يجر الولايات المتحدة إلى حرب ‏طويلة الأمد في الشرق الأوسط – والأهم من ذلك كله- أن يحقق هدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، ‏كما يقول مسؤولون أمريكيون.‏

ونقل أكسيوس عن مسؤول أميركي قول: هل سنكون مستعدين لضرب إيران؟.. في الحقيقة لسنا مقتنعين ‏بعد بضرورة ذلك، أعتقد أن الرئيس ليس مقتنعاً تماماً بذلك.‏

وحسب «أكسيوس» إذا دخل ترامب الحرب، فمن شبه المؤكد أنه سيستهدف تدمير منشأة فوردو ‏لتخصيب اليورانيوم، المقامة في جبل جنوب طهران، وهي على رأس قائمة أهداف إسرائيل، لكن ‏الأخيرة تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، اللازمة لتدميره جواً، ‏بالإضافة إلى قاذفات بي-2 التي تحملها.‏

وكان ترامب رد أمس على سؤال حول ما إذا كان يعتبر تدمير منشأة فوردو ضرورياً بالقول: نحن ‏الوحيدون القادرون على ذلك، لكن هذا لا يعني أنني سأفعل ذلك، لقد سألني الجميع عن ذلك، لكنني لم ‏أتخذ قراراً بعد، مشيراً إلى أنه لا يعتبر تدمير فوردو شرطاً أساسياً لإبرام اتفاق مع إيران؟

وسأل ترامب مستشاريه العسكريين تحديداً «عما إذا كانت القنابل الخارقة للتحصينات ستدمر فوردو» ‏وفقاً لمسؤول أمريكي، وأبلغ مسؤولو البنتاغون ترامب بثقة تامة في ذلك، لكن ليس من الواضح ما إذا ‏كان ترامب مقتنعاً تماماً.‏

ولم تستخدم قنابل«‏MOP‏» في ساحة المعركة قط، رغم أنها خضعت لعدة اختبارات أثناء تطويرها، وفقا ‏لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.‏

ويزعم الأمريكيون أن القنبلة (‏MOP‏) التي يبلغ طولها ستة أمتار، والتي تلقى من قاذفة شبحية من طراز ‏بي-2، قادرة على اختراق أكثر من 60 متراً من الصخور والتربة بقوة حركية هائلة قبل أن تنفجر.‏

لكن مع هذا، قد لا تكون القنبلة الأمريكية الأقوى كافية لتدمير منشأة فوردو الأكثر حماية، والتي تقع ‏داخل جبل تحت ما يصل إلى 80 متراً من الصخور والتربة، رغم أن القنبلة تم تطويرها لهذا الغرض.‏

وكان تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية نقل عن رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة ‏الذرية، أن «بعض المنشآت الأكثر حساسية في فوردو ربما تكون مدفونة على عمق، يصل إلى نصف ‏ميل تحت الأرض».‏

وأشارت الصحيفة إلى أن غياب أي ضمانات بأن ضربة ناجحة بالقنابل، أو حتى سلسلة من الضربات، ‏من شأنها أن تدمر معظم أو كل المخزون النووي الذي يُزعم أنه مخصب بالفعل في فوردو، يذكرنا ‏بمأزق مماثل واجهته الولايات المتحدة في الماضي أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.‏

كما ذكرت تقارير أنه «رغم القدرات المرعبة التي تتمتع بها قاذفات بي-2، فإن أي مهمة لتدمير منشأة ‏فوردو ستواجه صعوبات تكتيكية أخرى، أولها أن إسقاط أكثر من قنبلة على المنشأة قد يتطلب من القاذفة ‏الشبحية أن تحلق فوق هدفها، مما يجعلها عرضة للدفاعات الجوية الإيرانية».‏

Leave a Comment
آخر الأخبار