الحرية – علام العبد:
تكتسب الأضاحي في سوريا بمناسبة عيد الأضحى المبارك أهمية كبيرة لدى عامة الناس، إذ يسعى المواطنون إلى أن لا يفوتوا العيد من دون تقديم تلك القرابين طلباً لمرضاة الله وسعياً لإسعاد المحتاجين ونيل الثواب بهذه المناسبة السعيدة.
وإلى جانب كونها سنة مؤكدة عند المسلمين في عيد الأضحى، فإن للأضاحي في معظم المدن السورية طقوساً استقرت في التراث السوري على مدار مئات السنوات.
يقول عضو اللجنة الصحية في مجلس مدينة دير عطية محمود حسن أنه وفي الأسبوعين السابقين للعيد بدأ أصحاب الماشية بإخراجها للبيع وتنقسم مراكز بيعها إلى قسمين: الأولى ثابتة تبيع الماشية على مدار العام وتزيد قبل العيد من المعروض بشكل كبير وتملأ حظائرها استعداداً لزيادة الطلب.
أما ما يتعلق بالقسم الثاني فهي مراكز مؤقتة يتم إنشاؤها قبل العيد في مساحات مفتوحة بالأحياء تحت إشراف البلديات، ويأتي إليها مربو الماشية من البلدات والقرى، بعد قضاء عام من تغذيتها وتسمينها استعداداً لهذه المناسبة.
ومن أكثر ما يميز طقوس الأضاحي في سوريا المساومة على أسعارها، حيث يتفاوض البائع والمشتري على السعر، وعندما يشعران أنهما اقتربا من السعر العادل يبدأان بالتصافح وهز الأيدي، وغالباً ما ينتهي الأمر حينها بإتمام عملية البيع.
يميل السوريون لشراء الرؤوس الكبيرة مثل البقر والعجول والكبش وما استطاعوا إليه سبيلاً، تقديراً منهم لهذه السنة ورغبة بتنفيذها بالشكل الأفضل وتوزيع أكبر كمية ممكنة من اللحوم لنيل أكبر قدر من الثواب.
وبحسب أحد الجزارين السوريين في دير عطية مروان زغيب، من الملاحظ أن هناك إقبالاً على الأضاحي هذا العيد، مقارنة بالعيد الماضي والسبب مرده إلى انخفاض الأسعار في سوق اللحوم والناس باتت تميل إلى رأس الخروف الصغير من الأضاحي.
ولا يغفل المواطن السوري أثناء شراء الأضحية عن اصطحاب صديق أو أكثر لديهم خبرة في الأضاحي ليساعدوه على اختيار رأس الماشية الأنسب.
اعتاد المواطنون على نحر الأضاحي في أول وثاني أيام العيد وتوزيع لحومها على المحتاجين والأقارب، فيما تؤجل زيارات المعايدة وصلة الأرحام إلى الأيام المتبقية.
ويشير أحد باعة الأضاحي في النبك حسين مسعود، إلى أن عائلته تعمل في بيع الماشية منذ من عشرات السنين، وإنه ورث هذه المهنة عن أجداده.
ويوضح مسعود لــ “الحرية ” أن الطلب على الأضاحي بلغ ذروته في اليومين السابقين لعيد الأضحى، معرباً عن أمله بأن يكون الطلب كبيراً خلال أيام العيد وأن يحقق مبيعات جيدة.
ويشير إلى أنهم في بقية الأوقات من العام يلبون طلبات الزبائن من أجل الوفاء بالنذور.
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، درج في معظم المدن السورية قيام جمعيات خيرية بقبض ثمن الأضحية مِمَّن يرغب بإحياء هذه السنة ثم ذبحها وتوزيعها على المحتاجين داخل البلاد نيابةً عنه ولاسيما أن معظم الجمعيات لديها قوائم اسمية بالأسر المتعففة والمحتاجة.
وتشتري تلك الجمعيات الأضاحي بأعداد كبيرة للحصول على سعر أفضل، وتوثق بالصور والمقاطع المصورة عملية الذبح وتوزيع اللحوم على المحتاجين وتقوم بنشرها على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.