الحرية- دينا عبد:
برزت في السنوات الأخيرة في مجتمعاتنا ظاهرة تستحق الوقوف عندها ومعرفة أسبابها وهي (العزوف عن الزواج)، ليس بين الشباب فحسب بل كذلك طالت الفتيات، وأصبح من المألوف أن نرى شباباً يتجاوزون الثلاثين من عمرهم دون أن يكونوا قد أسسوا أسرة.
وبالمقابل هناك فتيات يؤجلن موضوع الارتباط لسنوات طويلة.
(الحرية) رصدت بعض حالات الشباب والفتيات الذين يؤجلون موضوع الارتباط إلى موعد ( يحدد لاحقاً) كما وصفوه.
بددت أحلامنا
تقول تهاني( معلمة) أن الظروف الاقتصادية بددت أحلام الفتيات، فالشاب لم يعد قادراً على تحمل التكاليف، إلا من ترضى أن تخرج من منزل أهلها (بلا ولا شي) وهذا مالا ترضاه أي فتاة، مبينة أن معظم الشباب لا يملكون منزلاً، وبالتالي سوف يجبرون على استئجار شقة، وتالياً هناك مصاريف العروس، ثمن قطعة ذهب، كل ذلك بات الشاب عاجزاً عن تأمينه بسبب سوء الحالة الاقتصادية، مبينة أنها تجاوزت الـ٣٥ عاماً إلا أنها ترفض أن تخرج من منزل أهلها إلا وكل شي جاهز.
أما جهاد (موظف) تجاوز عمره الـ٤٠ عاماً ولا يزال في مرحلة الخطوبة منذ ما يقارب الـ٥ سنوات يقول: لم أتمكن من تأمين أثاث للمنزل بسبب ارتفاع الأسعار، حتى المستعملة إذا اشتريتها بنصف السعر تحتاج لصيانة، لذلك كل سنة نؤجل الزواج إلى السنة التي تليها وبالتالي ترتفع الأسعار وأنا أعمل دوامين وبالكاد أقوم بتجميع ما أقدر عليه، ونوه جهاد بأن خطيبته ترضى بالقليل إلا أنه وأهله لا يقبلون بذلك.
أولها أسباب اقتصادية:
خبير التنمية البشرية م. محمد خير لبابيدي يرى من وجهة نظره أن الأسباب الاقتصادية هي التي تدفع الشباب والفتيات لتأجيل أو رفض الزواج
فارتفاع التكاليف من أبرز العوامل التي تجعل الشباب يترددون، إذ تصل تكاليف المهر، وحفلات الزفاف، وتأثيث المنزل إلى مبالغ باهظة.
وكذلك ضعف القدرة الشرائية وارتفاع معدلات البطالة وغلاء المعيشة، يجد كثير من الشباب أنفسهم غير قادرين على تأثيث حياة أسرية مستقرة فينسون الفكرة نهائياً أو يلغونها.
إضافة إلى أن البعض من الشباب يفضلون تجنب الزواج خشية تراكم الديون الناتجة عن متطلبات الحياة الزوجية.
الأسباب الاجتماعية
وأشار لبابيدي خلال حديثه لصحيفة “الحرية” أن هناك بعض الأسر ممن يطلبون زواج “مبهر” أو بمستوى معين هذا أيضاً يزيد من العبء النفسي والمالي على العريس وأهله وخاصة إذا كان كل شخص ينتمي لطبقة اجتماعية تختلف عن الآخر.
ولا ننسى تغيّر أولويات الجيل الجديد، فالكثير من الشباب يرون أن الاستقلالية والسفر وتحقيق الطموحات المهنية أهم من الزواج المبكر.
تأثير العائلة:
يواجه الشباب قيوداً من الأهل فيما يتعلق باختيار الشريك المناسب، فقد لا تعجب الأم بالعروس أو بمستوى أهلها هذا ما يؤدي إلى تأخير الارتباط أو إلغاء الفكرة من قبل الشاب نفسه.
وما يؤخر الزواج بحسب لبابيدي التحصيل الدراسي الطويل، فالشباب والفتيات الذين يواصلون تعليمهم الجامعي والدراسات العليا قد يؤجلون الزواج لسنوات، ما يدفعهم للتركيز على بناء المستقبل المهني وخاصة لدى الفتيات، حيث يسعين لتحقيق الاستقرار العملي قبل التفكير في الزواج.