علاء قاسم يتحدى النمط التقليدي في مسلسل “اليتيم”

الحرية- ميسون شباني:
يخوض الفنان علاء قاسم في خطوة جريئة تتجاوز المألوف، تجربة جديدة في الدراما الشامية، حيث يقدم لأول مرة شخصية شيخ تُعتبر مختلفة عن الأدوار التي اعتاد الجمهور على مشاهدته فيها. في مسلسل “اليتيم” الذي كتبه قاسم الويس وأخرجه تامر إسحاق يقدم قاسم شخصية “عبد الغني”، الشيخ الذي يتحدّى الصورة النمطية للأدوار الدينية في هذا النوع من الأعمال، ويأخذها إلى أفق جديد من حيث الأداء والتفاصيل.
ويؤكد الفنان قاسم أن شخصية الشيخ عبد الغني ليست مجرد تجسيد تقليدي لشخصية دينية أو اجتماعية، بل هي شخصية معقدة وعميقة، مليئة بالأبعاد النفسية والفكرية التي تكشف عن جوانب غير تقليدية. قد يتوقّع المشاهد أن يجد في عبد الغني النموذج المعهود للشيخ، لكن يحاول قاسم على حد قوله تقديم شخصية تتمتع بالتفكير النقدي، وتملك رؤية خاصة للتعامل مع التقاليد والمجتمع، بعيداً عن التكرار المألوف.

رؤية مشتركة

تشاركية الفنان علاء قاسم مع المخرج تامر إسحاق في تطوير هذه الشخصية لم تكن مجرد مسعى تقني، بل كانت رؤية مشتركة لابتكار شخصية تخرج عن الإطار التقليدي الذي طالما ارتبط بالدراما الشامية. “عبد الغني” ليس الشيخ الذي يُمثل الحزم والتشدد، بل هو شيخ مرن، تتداخل في شخصيته آراء دينية واجتماعية تواكب التغيّرات التي تشهدها البيئة المحيطة به.

منطق الأداء والتفاصيل الدقيقة

ولفت الفنان علاء قاسم إلى أنه في هذا الدور يبتعد عن النمط السائد، ويدخل في أعماق الشخصية ليخلق من عبد الغني إنساناً يعكس الصراع الداخلي بين التقليد والتحديث. فبدلاً من تقديمه كشخصية سطحية أو نمطية، يتبع أسلوباً جديداً في الأداء يتسم بالتفاصيل الدقيقة، بدءاً من لغة الجسد وصولاً إلى نبرة الصوت، ليقدم شخصية مليئة بالتناقضات التي تمنحها عمقاً ومصداقية.
ما يميّز “عبد الغني” هو أنه شيخ ليس فقط على مستوى المظهر الخارجي، بل عبر شخصية تبحث في جوهر الأمور، تتأمل في الماضي وتنظر إلى المستقبل بعين واعية. هذه الشخصية ستفتح أمام علاء قاسم آفاقاً جديدة من التحديات الفنية، من خلال قدرتها على التفاعل مع قضايا العصر الراهن، مثل التعليم، والمساواة، والتغيير الاجتماعي.

بين التقليد والواقع المعاصر

إذا كانت الأعمال الشامية قد اعتادت تقديم الشيوخ بصورة تقليدية ومعينة، فإن الشيخ “عبد الغني” يمثل استثناءً لافتاً. فهو يتناغم مع القيم التقليدية، ويواكب التحديات المعاصرة في فهم الدين والمجتمع. شخصية توازن بين التمسك بالعادات والتوجه نحو التجديد، وهذا يعكس في الحقيقة صورة حقيقية للكثير من الشخصيات التي تسعى اليوم للتوفيق بين الماضي والحاضر.